ننشر قصيدة "أصداء ترتد" للشاعر والناقد أحمد حسن عوض، وذلك ضمن نشر قصائد لكبار الشعراء وشبابهم فى "انفراد".
كانت ترنُو نحو الأفقِ المترع ِبالأشجار
تقولُ: وماذا بعدْ ؟!
هل يبتسمُ النورُ
وتمضى روحى نَحْوَ الغدْ؟
تكتبُ شعرًا مثل سماءٍ حُبْلَى بالأمطارِ
وتهبِطُ فيضًا
أَلَقًا
وَتَرًا
يملأُ كَوْنِى بالأنغامِ
فَأَعْدُوا مِثْلَ جَوادٍ غَازَلَ ظَبْيًا
رَاحَا يَعْتَنِقَانِ الفَجْرَ المُورِقَ
بالأحلامِ النَشوى إذ تَمْتَدْ
يَرْتَشِفَانِ رَحِيقَ النُّورِ
وَيَنْتَشِيَانِ بدَفْقِ الوجْد
غَابا ..غَابا
حَتّى ذَابَا
فى أَمواجِ الدفءِ، الشّوقِ، العشق
وَعَادَا كالأَصْدَاءِ الْوَلْهَى إِذْ تَرْتَدْ
فَتَحَتْ ذّاتَ حَنِينٍ شُرْفَةَ رُوحٍ ظَمْأَى
لِلْكَلِمَاتِ وَعَادَتْ كَى تَحْتَدْ
حِينَ تَوَسَّدَ صَمْتٌ غَدَهَا
حِينَ تَمَلَّكَ قَيْدٌ يَدَهَا
حِينَ تَوَارَى النُّورُ هُنالِكَ
عِنْدَ مَنَابِعِ لَيْلٍ خَائِفْ
يَذْوِى فِيهِ خَرِيفٌ نَازِفْ
تَاقَتْ للطُّوفَانِ ابْتَعَثَتْ فَيْضَ الْمَدْ
هَمَسَتْ لِلْأَكْوَانِ اِنْتَهرت مَنْ يَرْتَدْ
شَحَبَتْ رُوحُ الصَّمْتِ
تَرَاخَتْ ثُمَّ تَوَارَتْ
خَلْفَ بَرِيقٍ فَاقَ الْحَدْ
حِينَ انْطَلَقَ الْمَطَرُ، الْبَرْقُ، الرَّعْدْ
غَنَّتْ كُلُّ الشَّجَرِ اصْطَفْ
غَنَّتْ كُلُّ الطَّيْرِ الْتَفْ
شَرَعَتْ تَنْسِجُ أُفُقًا آخَرَ للنَجْمَاتِ
وَتَغْزِلُ قَمَرًا آخَرَ للشُّرُفَاتِ
اِلْتَقَطَتْ رُوحِى خَيْطَ سَنَاهُ
صَعَدْتُ كَأَنِّى مَحْضُ شُعَاعٍ عَانَقَ وَهَجَ اللُؤلُؤِ
فِى عَيْنَيْهَا إِذ يَشْتَدْ
صِرْنَا نَعْدُو فِى الْكَلِمَاتِ وَنَشْدُو
كَى يَتَجَدَّدَ مَعْنَى الْغَدْ