تمر اليوم الذكرى الـ 208 على بدء حملة نابليون بونابرت لغزو روسيا وذلك فى إطار الحملة التى يشنها لفرض سيطرته على أوروبا، وذلك فى 12 يونيو عام 1812، حيث اتجه "بونابرت" برفقة مئات الآلاف من جنوده لغزو الأراضى الروسية أملا فى إنهاء وجود إمبراطورية القيصر الروسى ألكسندر الأول، وفى أثناء حملته التى استمرت لنحو 5 أشهر ونصف، تلقى نابليون هزيمة قاسية أفقدت فرنسا جانبا هاما من جيوشها وانتهت بإزاحته من سدة الحكم عام 1814.
وتاريخيا عانى الكثير فى محاولة احتلال روسيا، لعدة أسباب منها مساحتها الشائعة ومناخها القارس، وطبيعية تضاريسها الصعبة، لكن يبدو أن جميع هؤلاء لم يكونوا فقط سبب فشل غزو نابليون، ولكن أيضا انتشار الأوبئة بين جنود حملته العسكرية.
وبحسب عدد من المصادر، كان العامل الأساسى، الذى تسبب فى هلاك جنود بونابرت، فقبل المدافع والبرد لعبت حشرات صغيرة وبكتيريا مجهرية الدور الأبرز فى إفشال الحملة الفرنسية على روسيا ونهاية عهد نابليون بونابرت.
أثناء الحملة، سجلت الأمراض ظهورها فى صفوف قوات نابليون فعانى البعض منذ البداية من أمراض ارتبطت بالجهاز الهضمى كالزحار. وبعد أيام من عبورها لنهر نيمان(Neman)، برز بين الجنود الفرنسيين مرض غريب عرف بالتيفوس تميز بارتفاع درجة حرارة الجسم وظهور بقع حمراء على الجسد. وعقب إصابته به، يفارق الجندى الحياة بشكل سريع قدر ببضعة أيام فقط.
وقد لعبت بعض الحشرات كالبراغيث والقمل الدور الأهم فى نقل التيفوس. فأثناء تقدمهم، مكث الجنود الفرنسيون أياما طويلة دون تغيير ثيابهم. ومع تراكم الأوساخ على أجسامهم، انتقلت هذه الحشرات إليهم حاملة معها البكتيريا المسببة للتيفوس.
بعد مضى شهر على بداية زحفه نحو موسكو، خسر نابليون بونابرت 80 ألفا من جنوده بسبب التيفوس. ومع ارتفاع عدد الضحايا وفرار البعض من الجيش، فكّر الإمبراطور الفرنسى لوهلة فى إنهاء الحرب قبل أن يتراجع عن ذلك ويواصل طريقه نحو موسكو.
وخسر الإمبراطور 105 آلاف جندى إضافى من قواته بسبب المرض والجوع والمناوشات مع الروس فتراجع بذلك تعداد قواته لنحو 160 ألف عسكرى فقط، لكن بعد أسبوعين فقط، عرف هذا العدد تراجعا مذهلا حيث قضى التيفوس وحده على ما يزيد عن 60 ألفا من الفرنسيين.