صار الكلام عما نشره الكاتب الكبير "سليم بركات" عن صديقه الراحل الشاعر الكبير محمود درويش "ضرورة"، نفعل ذلك سواء اتفقنا مع ما قيل أم لم نتفق، لا نحاسب أحدا لكن نفكر فيما قيل، ننظر إلى الخطاب ونتأمله.
والقصة هى أن الشاعر السورى الكردى سليم بركات (مواليد 1951) كتب مقالة بعنوان "محمود درويش وأنا" أذاع فيها سرا مفاده أن محمود درويش له طفلة غير شرعية أنجبها من "امرأة متزوجة".
كتب سليم بركات فى المقال يقول: إن محمود درويش اعترف له فى قبرص عام 1990 بقوله "لى طفلة. أنا أب. لكن لا شىء فىَّ يشدنى إلى أبوة" ويقول سليم بركات "صارحتْه المرأة مرتين، ثلاثاً، فى الهاتف بابنته، ثم آثرت إبقاء ابنتها أمل زوجها، حيث الحياة أكثر احتمالاً بلا فجاءات" ويتابع "محمود لم يسأل المرأة، حين انحسر اعترافها، وانحسرت مبتعدة فى العلاقة العابرة، عن ابنته".
ونفهم من الكلام السابق، وهو من نص للمقالة، أن السر عمره 30 عاما بالتمام والكمال، لكننا سنتعجب بعد ذلك إذا ما قرأنا فى المقالة نفسها "محمود بلا أبوَّةٍ، كأنَّ الأمرَ كلَّه اعترافٌ صغيرٌ لصديقِ سنينَ طويلةٍ من عمره، بلا متْنٍ من توضيح في اللغة، أو هوامشَ إضافاتٍ، أو حواشي متجانسةٍ. أنا، نفْسِي، تلقَّفتُ اعترافَه بلا فضولٍ: لكانَ أنبَأَني من تكون المرأةُ لو كنتُ أعرفها. وها الفضولُ، خاملاً، يعبر خاطري بعد اثنتين وعشرين سنة. لابأس".
وهذا الكلام الأخير يصرح بأن السر عمره 22 عاما فقط، أنه قيل فى عام 1998، وهذا الارتباك الزمنى يمنحنا سؤالا مشروعا: لماذا ارتبكت الأزمنة فى مقالة سليم بركات عن أبوة محمود درويش؟
لا أريد أن أجيب عن السؤال بشكل مباشر، فأنا لا أعرف الكاتب الكبير سليم بركات بشكل شخصى، لكن السؤال السابق، يجعلنا نفكر فى عدد من الأسئلة الفرعية مثل: هل نشر "سليم بركات" مقالا قديمة كتبه منذ 8 سنوات، أم أن الأمر أكبر من ذلك وأن الأزمنة قد تداخل بالفعل؟