رحل الكاتب المصرى الكبير مصطفى لطفى المنفلوطى فى عام 1942 وترك العديد من الكتب، فقد كان شاهدا على ثقافة عصره، من حيث الأساليب الأدبية والموضوعات المطروحة، ونتوقف اليوم مع "ماجدولين" الذى صدر فى عام 1912.
والذى حدث فى رواية "ماجدولين" يستحق التوقف، فمصطفى لطفى المنفلوطى لم يكن يعرف اللغة الفرنسية، لكن أحد أصدقائه قرأها عليه وهى من تأليف الكاتب الفرنسى ألفونس كار، وقام المنفلوطى بعد ذلك بصياغتها باللغة العربية، وتحولت الرواية بصياغتها الجميلة إلى نص أدبى عربى بديع، اعترف الجميع بقيمته.
وأطلق البعض على هذا النوع من الكتابة "الترجمة الثنائية" أى أن الترجمة تعتمد على شخصين: الأول يتقن لغة النص الأصلية فترجمه إلى العربية، والثانى يعيد صياغة النص بأسلوبه الأدبى مقتبسًا الأحداث وبعض الشخصيات من النص الأصلي.
وتدور أحداث رواية ماجدولين حول البطل ستيفن ووفائه لمحبوبته ماجدولين التى تبيع حبه مقابل المال فتتزوج من صديقه إدوار الثري، الذى كان يتشارك مع ستيفن فى المسكن والمأكل والمشرب، فيفلس إدوار وينتحر وتبقى ماجدولين فقيرة وحيدة تبحث عن المال والثروة التى فقدتها وتحاول الرجوع إلى حبيبها الأول ستيفن الذى ورث ثروة كبيرة، لكنه يرفض الرجوع إليها بعد أن تخلت عنه مقابل المال ويعطيها المال للتجاوزالأزمة المالية، وعندما تعلم ماجدولين أن المال ليس كل ما تريد تودع الحياة وتنتحر، فيكتشف استيفن أنه ما زال قلبه ينبض بحب ماجدولين فينتحر هو الآخر ويوصى بأن يدفن بجوار محبوبته.