نشاهد، اليوم، لوحة "قارب الصيد" التى أبدعها الفنان البريطانى جون فارلي فى عام 1884، وفيها نرى واحدة من أقدم المهن التى مارسها المصريون، والتى لا تزال إلى اليوم قائمة ومستمرة.
عاش الفنان جون فارلى فى الفترة بين عامى 1850-1933، وفى اللوحة التى أمامنا نرى "قارب صيد" عليه ثلاثة أشخاص، اثنان يقومان بعملة "التجديف" والثالث يعد نوعا من "السنانير" لصيد الأسماك.
وفى اللوحة نرى "البر" الذى يرسو على جانبه صيادون آخرون، ونرى النخيل، سمة أساسية من سمات مصر والشرق الأوسط، ونرى النهر قويا، يظهر ذلك من كثافة مائة الواضحة ومن أثر "الريح" على سطح الماء، وفى البعيد نرى قاربا آخر يقوم بالمهمة نفسها.
يعطينا القارب، فى اللوحة ظهره، باحثا عن الرزق، فالصيادون يعيشون رزق يوم بيوم، يعيشون فى الماء أكثر من اليابسة، والقارب كبير بعض الشيء، له "قلع" مفرود ممتلئ بالهواء، أما "السنانير" التى نراها أمامنا، فهى طريقى صيد تختلف عن الشباك التى نعرفها.
تعكس اللوحة لون السماء القريب جدا من لون البحر، كأن مصر واقعة بين طبقتين من اللون الأزرق الدال على الحياة.
لا تقول لنا اللوحة إن كان "جون فارلى" متعاطفا مع الصيادين، أم أنه اصطاد لقطة جميلة فقط، لا تكشف عن مشاعره فى اللوحة، لكنها تكشف عن رؤيته الجمالية لـ مصر ونيلها.