تعد مهنة الوزان أو الكيال، أو القبانجى، مهنة قديمة جداٌ، حيث كان يقوم الوزان بوزن المواد التى يراد بيعها بالجملة، أو تصديرها كالتمور، والحبوب، والأصواف، وغيرها من المحاصيل الزراعية، والحيوانية، ويتم كل ذلك بواسطة ميزان ذى كفتين يصنع عادة من سعف النخيل تعلقان فى عمود خشبى يحمله الوزان على كتفيه، لكن هذه المهنة انقرضت بعد دخول أجهزة الوزن الحديثة.
وكان الوزان أو القبانجى، هو ذلك الرجل الذى كان يحمل ميزانه فى الأسواق أو ما يسمى بالقبان، وببدل مادى كان القبانجى يزن المواد للبائعين كما يزن أوزان الأشخاص، ولكن وبعدما صار لكل بائع ميزانه وصار الميزان من أثاثات البيت تقريباً، وغاب القبانجى عن أسواقنا نهائيّاً.
ووفقا للباحث العراقى فى التراث الشعبى محمد عبد الجليل شعابث، كان الوزان يحسب عدد ماتم وزنه من مواد، ويكررها بصوت مرتفع حتى لاينسى الكميات التى قام بوزنها.
وكان يتمتع الوزان عادة بجسم وصحة جيدة تمكنه من مزاولة هذه المهنة الشاقة، والمتعبة، كما أنه يجب أن يتمتع بصفة الأمانة، والصدق كى يمارس عمله بإتقان، وعدل كى يقسط فى ميزانه، ولازالت بعض العوائل تحتفظ بأسم هذه المهنة لقباً لها (بيت الوزان)، وبيت (الكيال)، وعوائل أُخرى باسم بيت (القبانجى) الذى اشتهر منهم مطرب المقام العراقى المعروف محمد القبانجى، وهناك زقاق فى مدينتى (الحلة) يقطنهُ هؤلاء البسطاء لازال يحمل إسم مهنتهم.
وبحسب عدد من الباحثين، كان هناك رخصة لعمل الوزان، وكان هناك وظيفة رسمية للوزان الذي كان يقوم بوزن المواد الغذائية وغيرها من المواد فى مواقع محددة، ومنها الخان وبعض الأسواق المختلفة.