مهنة القرداتى واحدة من أقدم المهن التى كانت فى مصر وانقرضت تقريبا، كان "القرداتى" يجوب شوارع المحروسة ويلتف حوله عدد من الناس فيقوم بالتطبيل على الدف لكى يساعد القرد الخاص به بالقيام ببعض الحركات البهلوانية، وكان من ضمنها "عجين الفلاحة"، و"نوم العازب" وأيضا قام القرداتى بتعليم قرده بعض الحركات مثل: إلقاء التحية، العزف على الناى والعود.
وكان الغرض من مهنة القرداتى تسلية الناس وكسب بعض المال، وكان القرداتى يجوب فى شوارع مصر المحروسة فى كل من القاهرة والإسكندرية وباقى المدن الكبرى ويجمع الناس حوله لكى يشاهدوا عرض القرد.
ويعتقد أن معظم من كانوا يمتهنون هذه المهنة يأتون إلى القاهرة والإسكندرية من الريف وكان معظمهم يقيم فى القاهرة فى منطقة تقع على بعد عدة أمتار من كوبرى غمرة تسمى عزبة القرود.
وكان من الصور الطريفة التى تم تداولها قديما فى الصحف عن أصحاب تلك المهنة، صورة أحد القرداتية الذى كان متواجدا أمام دار الأوبرا الخديوية عام 1938م وكان هناك اجتماع داخلها لمجموعة من التجار الإنجليز أعضاء مجلس القطن وبمجرد انتهاء الاجتماع وبدء خروجهم فوجئوا بوجود هذا القرداتى الذى حاول تقديم عرض مسلى أمامهم الأمر الذى أثار البسمة والتعجب والضحك على وجوههم.
تم تناول شخصية القرداتى فى العديد من الأفلام المصرية، لعل أشهرها فيلم "القرداتى" بطولة النجم فاروق الفيشاوى فى منتصف الثمانينات وإنتاج عام 1987 وحقق نجاحا كبيرا، تدور أحداث الفيلم حول اللص الشاب فتوح الذى يتعرف على المعلم بيومى أثناء وجوده فى السجن، وبعد خروجه يعود للنصب والاحتيال مرة أخرى فتطارده الشرطة فيلجأ للمعلم بيومى للاختباء لديه بحى القرداتية، ويطلب منه أن يعلمه مهنة القرداتى فيوافق ويعطيه القرد سمسم الذى يدربه فتوح على السرقة.