هبطت سفن الفايكنج فى جزيرة نيوفاوندلاند الكندية، منذ حوالى 1000 سنة، فيما يعرف الآن بالموقع الأثرى L'Anse aux Meadows، وعندما هبط الفايكنج، بدأ السكان الأصليون على الفور فى التجارة معهم، ووصف الفايكنج هذا اللقاء من خلال ملحمة مكتوبة بعد عام 1264 حول الرحلات الإسكندنافية عبر شمال الأطلسى من جرينلاند إلى كندا، وجلب السكان المحليون جلود الحيوانات للتجارة، وفى المقابل قدم الفايكنج أقمشة من الصوف المصبوغ باللون الأحمر.
وأدت جاذبية السلع الجديدة إلى 1000 عام من التجارة والتفاعلات بين الناس من أماكن مختلفة، فيما يعرف الآن بالعولمة، وهذا ما ناقشه كتاب "1000 عام عندما ربط المستكشفون العالم - وبدأت العولمة".
ويقول الكتاب، أدى الانتشار السريع لفيروس كورونا واتخاذ الحكومات إلى قرارات الإغلاق الاجتماعى والاقتصادى الناتج فى جميع أنحاء العالم، إلى تغيير فهم الجميع لأخطار العولمة، ولكن علينا التذكر أنه فى الماضى كانت هناك حدود داخلية للتجارة العالمية حالت دون اعتماد المجتمعات السابقة بشكل كامل على السلع الخارجية، هذه الحدود لم تعد موجودة اليوم.
شبكة عالمية بحرية وبرية خلقت العولمة
وبعد حوالى 10 سنوات من وصولهم إلى موقع L'Anse aux Meadows، تخلى الفايكنج عن مستوطناتهم، على الأرجح بسبب الصراعات مع السكان المحليين، لكنهم استمروا فى الإبحار إلى كندا للحصول على الأخشاب للعودة إلى جرينلاند وأيسلندا، وذلك لأن الأشجار كانت نادرة.
ووقعت لقاءات مماثلة فى جميع أنحاء العالم عندما ذهب التجار والمبشرون المسلمون من الشرق الأوسط إلى غرب أفريقيا حوالى عام 1000 بعد الميلاد، وعندما أبحر المتحدثون باللغات الملايو بولينيزية من شبه جزيرة الملايو غربًا إلى مدغشقر، واستقروا هناك بحلول عام 1000 بعد الميلاد، وعبر المحيط الهادئ إلى هاواى وجزيرة عيد الفصح بين 1025 و 1290 م، وتم فتح نظام جديد كامل للطرق البحرية والبرية نتيجة لهذه الحملات.
وفى عام 1000 ميلاديا، بالطبع، لم تكن هناك كهرباء أو طاقة بخارية، لكن الإنتاج الضخم كان لا يزال ممكنًا، ففى مقاطعة فوجيان الصينية، كانت أفران التنين، التى امتدت على ارتفاع 300 قدم (91 مترًا) على جانبى التلال تغذى بالخشب أو الفحم، وقدمت هذه الأفران المئات وربما الآلاف من الحرفيين الذين عملوا بدوام كامل.
وصمم الخزافون المزهريات والزجاجات والأوعية والأطباق وقام علماء الآثار بالتنقيب عن الأوانى الصينية فى الموانئ الساحلية فى كينيا وتنزانيا وجزر القمر على طول الطريق البحرى الأكثر ازدحاما فى العالم فى ذلك الوقت ، والذى ربط شرق أفريقيا والشرق الأوسط والصين.