اقرأ مع محمد حسين هيكل .. "زينب" أول رواية عربية حديثة وإن اختلف البعض

كان الكاتب المصرى الكبير محمد حسين هيكل على موعد مع المجد عندما قدم أول رواية عربية حديثة، حسب كثير من النقاد، وهى رواية زينب التى صدرت فى عام 1914، والتى نتوقف اليوم معها. يقول محمد حسين هيكل فى مقدمة الطبعة الثالثة من رواية زينب: نشرت هذه القصة للمرة الأولى فى سنة 1914 على أنها بقلم مصرى فلاح، نشرتها بعد تردد غير قليل فى نشرها وفى وضع اسمى عليها، فلقد بدأت كتابتها بباريس فى أبريل سنة 1910، وفرغت منها فى مارس سنة 1911، وكان حظ قسم منها أن كتب بلندن، كما كتب قسم آخر بجنيف أثناء عطلة الجامعة فى أشهر الصيف، وكنت فخورًا بها حين كتبتها وبعد إتمامها، معتقدًا أنى فتحت بها فى الأدب المصرى فتحًا جديدًا، وظل ذلك رأيى فيها طوال مدة وجودى طالبًا للحصول على دكتوراه الحقوق بباريس، فلما عدت إلى مصر فى منتصف سنة 1912، ثم لما بدأت أشتغل بالمحاماة فى الشهر الأخير من تلك السنة، بدأت أتردد فى النشر، وكنت كلما مضت الشهور فى عملى الجديد ازددت ترددًا خشية ما قد تجنى صفة الكاتب القصصى على اسم المحامى، لكن حبى الفتى لهذه الثمرة من ثمرات الشباب انتهى بالتغلب عل ترددى، ودفع بى لأقدم الرواية إلى مطبعة "الجريدة" كى تنشرها، وإن أرجأت نشر اسم الرواية ومؤلفها وإهدائها إلى ما بعد الفراغ من طبعها. واستغرق الطبع أشهرًا غلبت فيها صفة المحامى ما سواها، وجعلتنى لذلك أكتفى بوضع كلمتى "مصرى فلاح" بديلًا من اسمى. ولقد دفعنى لاختيار هاتين الكلمتين شعور شباب لا يخلو من غرابة، وهو هذا الشعور الذى جعلنى أقدم كلمة "مصرة" حتى لا تكون صفة للفلاح إذا هى أُخِّرت فصارت "فلاح مصرى". ذلك أنى إلى ما قبل الحرب كنت أحس، كما يحس غيرى من المصريين، من الفلاحين بصفة خاصة، بأن أبناء الذوات وغيرهم ممن يزعمون لأنفسهم حق حكم مصر ينظرون إلينا جماعة المصريين وجماعة الفلاحين بغير ما يجب من الاحترام، فأردت أن أستظهر على غلاف الرواية التى قدمتها للجمهور يومئذ، والتى قصصت فيها صورًا لمناظر ريف مصر وأخلاق أهله، أن المصرى الفلاح يشعر فى أعماق نفسه بمكانته، وبما هو أهل له من الاحترام، وأنه لا يأنف أن يجعل المصرية والفِلاحة شعارًا له يتقدم به للجمهور، يتيه به ويطالب الغير بإجلاله واحترامه. وظهرت طبعة "زينب" الأولى قبل الحرب، وتناولها الكتاب بالنقد زمنًا، ونسبوها إليّ، ورآها بعضهم جديرة بالاعتبار والتقدير، ثم أنست الحرب الناس ما سواها، وأنستنى أنا أيضًا قصتى، فلما انتهت الحرب وقامت الحركة الوطنية وظهرت فكرة "المصرية" واضحة محترمة كما صورت لنفسى على غلاف "زينب" ثم لما تركت المحاماة إلى الصحافة، وشغلت بالتحرير وبالكتابة، طلب جماعة من أصدقائى إلى أن أعيد طبع "زينب" ليطلع عليها ناشئة هذا الجيل الجديد، وليروا فيها قصة مصرية تصف لهم ناحية من حياة بلادهم، وتدلّهم على صور من الجمال فيها لم يسبق الكتّاب إلى وصفها. وترددت فى إجابة طلب أصحابى كما ترددت أول مرة فى تقديم القصة لطبعتها الأولى، حتى إذا رأيت الأستاذ محمد كريم يطلب إلى إخراجها على لوحة السينما، ثم رأيت بعد ذلك عنايته بهذا الإخراج، لم يبق للتردد فى إعادة الطبع محل، كما لم يبق سبب لمحو اسمى من الرواية بعد أن كتبت الصحف وعرف الناس جميعًا أنها لي.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;