القادمون من الريف سمعوا بالتأكيد عن الذباب الأزرق بدلالاته المختلفة ومنها النظرة المقدسة، والعائشون فى المدن سمعوا "مقولة الدبان الأزرق ميعرفش لك طريق جثة" وفهموا أنها دلالة الخطر .. لكن ما هو الذباب الأزرق ولماذا له هذه الدلالة فى التراث المصرى؟
الذباب الأزرق أرواح هائمة
كان جزءا حقيقيا من العقلية المصرية فى فترة ما، وربما لا يزال مستمرا حتى الآن، فى الطفولة عندما كنا نشاهد ذبابة زرقاء نقف احتراما لها، لأنها روح ميت جاء يزور أهله خلال الأربعين يوما الأولى، كنا نظن أن الروح اشتاقت إلى البيت فاستطاعت أن تعود لكن فى هيئة أخرى وشكل يسمح لها بالحركة السريعة وكان ذلك عن طريق حلولها فى "ذبابة زرقاء".
الذباب الأزرق والعلم
بالطبع سنكتشف أن النظرة التراثية لا تأتى من الفراغ، فالذباب الأزرق له علاقة بالقبر لكنها علاقة مختلفة تماما، تصل لحد التناقض.
فالذباب الأزرق نوع من أنواع الذباب تتميز باللون الأزرق ومعروف عنه أنه يتغذى على الفضلات واللحوم والجثث المتعفنة، واشتهر الذباب الأزرق بكونه ذباب المقابر، حيث يقوم بوضع بيضة على الجثث فتفقس يرقات تقوم بالتغذية على الجيفة، وبعد أسبوع من التغذية تدخل الذبابة في طور العذراء، وبعد ثلاثة أسابيع تتحول إلى الحشرة الكاملة، لتعيد دورة الحياة على جثة أخرى.
وبناء عليه فإن الأمر محزن حقا، فالذبابة الزرقاء عندما تأتى إلى البيت لم تأت لتنقل رسالة لك من الميت الذى ودعته لكنها مصادفة مرت من هنا وهى فى طريقها للبحث عن طعام.