نقرأ معا كتاب "تاريخ الطب: مقدمة قصيرة جدًّا" تأليف ويليام باينم، ترجمة لبنى عماد تركى مراجعة هبة عبد المولى أحمد، والصادر عن مؤسسة هنداوى.
يأخذنا الكتاب فى جولة عبر تاريخ الطب منذ العصور الكلاسيكية وحتى وقتنا الحاضر، ومن خلال التركيز على نقاط التحوُّل الرئيسية فى تاريخ الطب الغربي، مثل ظهور المستشفيات ونشأة الطب التجريبي، ويقدِّم ويليام باينم رؤية نافذة إلى ماضى الطب، مع التعرُّض أيضًا إلى القضايا والاكتشافات والخلافات المعاصرة.
تقول مقدمة الكتاب:
هذا كتاب موجز عن موضوع كبير جدًّا، وقد حاولت فى هذا الكتاب تقديم إطار عام لفهم تاريخ الطب منذ أن أَسَّس الإغريق ما يمكن أن نطلق عليه: الممارسة الطبية الغربية، وإننى لأقدِّم هذا السرد التاريخى من خلال تصنيف يشمل "أنواع" الطب.
تُمثل أنواع الطب الخمسة، الطب عند فِراش المريض، وطب المكتبات، وطب المستشفيات، والطب المجتمعى، وطب المعامل — الأهداف المختلفة للأطباء، بالإضافة إلى أنها تعكس أماكن العمل المختلفة لأولئك الأطباء، وعلى الرغم من أن مظهر تلك الأنواع من الطب يسمح بتقديم سرد شبه زمنى، فإنها تراكمية، فممارسة الطب عند فراش المريض التى بدأت بأبُقراط، لا يزال أثرها باقيًا فى الرعاية الأوَّلية الحديثة، وطب المكتبات الذى تعُود نشأته إلى العصور الوسطى لا يزال وثيق الصلة بالانفجار المعلوماتى الذى يتميَّز به عالم الطب الحديث (وليس عالم الطب البسيط بالطبع)، وفى القرن التاسع عشر، كان طب المستشفيات يمثِّل بصورة أو بأخرى تطبيقًا موسَّعًا لممارسة الطب عند فراش المريض، بأدوات تشخيصية وعلاجية جديدة، والمهارة الطبية التى لنا أن نتوقعها من المستشفيات الحديثة، أما الطب فى المجتمع فيشمل البنية الأساسِيَّة البيئية للمياه النظيفة، وعملية التخلص من النفايات، وبرامج التطعيم، ومعايير الصحة والسلامة فى الأماكن التى نختار العمل فيها، إلى جانب تحليل أنماط الأمراض وعلاقاتها بالنظام الغذائى أو العادات أو التعرُّض للعوامل البيئية، يجرى طب المعامل بالأساس داخل المعمل، وربما يُترجَم فى صورة عقاقير أفضل، وفهْمٍ للآليات الجسدية بما يتيح تحسين عملية التشخيص أو العلاج.