واحدة من الروايات الأفريقية التى حققت شهرة وترجمت إلى عدة لغات من بينها العربية، رغم أنها ليست من دول مصاف الأدب الأفريقى، هى رواية "اعترافات شرسة" للكاتب الموزامبيقى من أصول برتغالية أنطونيو إميليو ليتى كوتو، الصادرة ترجمتها عام 2019، عن دار الآداب للنشر.
وتدور أحداث الرواية فى قرية إفريقية نائية، تتكرر هجمات الأسود الغامضة، ما يسفر عن سقوط عدد من القتلى، وهكذا يكلف الصياد آركانجو بالقضاء على ذلك التهديد استجابة لنداءات الاستغاثة.
تتشابك مصائر شخوص الرواية بين الماضى والحاضر، فيلتقى الصياد - الآتى من العاصمة - ماريامار، ابنة القرية المتمردة، التى تملك رأيها الخاص بشأن هوية الأسود الحقيقية.
بلغة شعرية مرهفة، ينطلق الروائى من تجاربه الحياتية وينسج لنا خيوط عالم غرائبى، يتقاطع فيه الواقع والسحر، والخيال والأسطورة، فى حبكة مشوقة لا تخلو من طرح مسائل وجودية تمس الإنسان فى كل مكان.
ووفقا لمقال للروائى اللبنانى انطوان أبو زيد، فى "اعترافات شرسة" حبكة بسيطة، أو يخيل إلى القارئ أنها على درجة من البداهة والأولية، إلا أنها لا تلبث أن تتشعب فروعا وأصواتا وشخصيات مؤثرة وأخيلة وأساطير مستفادة من البيئة الأفريقية وروحانيتها بل أرواحيتها السابقة للتحول إلى المسيحية، ففى قرية أفريقية نائية، تتكرر هجمات الأسود، ويقتل عدد متزايد من الناس، غالبيتهم من النساء والفتيات، ويكلّف الصيّاد آركانجو بالقضاء على هذا التهديد الذى تمثّله الأسود، استجابة لنداءات الاستغاثة التى أتتهم من سكّان البلدة، ومن "شركة البترول" التى كانت تزمع على إقامة مشاريع فى ذلك المكان الذى يتهدّده الأسود بالإغارة وقتل العاملين فيه، بشهادة الكاتب الحقيقية، إذ قال إن "القصة التى أسردها هنا... استلهمتها من وقائع وشخصيات حقيقية".
