لايزال التفاوض حول أزمة سد النهضة هو الحل الذى تلجأ إليه القيادة المصرية لإدارة الأزمة، فى نفس الوقت الذى تؤكد على أنها لن تتهاون فى حقوقها التاريخية فى مياه النيل .
وبحسب عدد من التقارير، فإن إثيوبيا كانت طريق القوى الأوروبية المعادية لمصر لحرمانها من مياه النيل، حيث فكرت تلك القوى الاستعمارية فى منع مياه النهر من الوصول إلى مصر لتعطيش وتجويع المصريين.
ومن الوقائع التاريخية هو محاولة المستعمر البرتغالى فى القرن السادس عشر خنق مصر اقتصاديا وضرب الملاحة فى المحيط الهندى وباب المندب على حدود البحر الأحمر، لضرب تجارة المماليك؛ ففكروا فى تعطيش المصريين وحرمانهم من النيل!، ففى عام 1513 دخل القائد البرتغالى البوكيرك البحر الأحمر وقال فى مذكراته إنه اتفق مع ملك الحبشة -الذى تحرق شوقا- لتحويل مجرى النهر ليحرم مصر من الماء، وانتظر فى جزر كمران لحين وصول مجموعات كبيرة من العمال التى طلبها من جزر ماديرا لقطع صخور البحر الأحمر وتحويل مجرى النيل الأزرق، لكن أحلام البوكيرك تحطمت عندما قرر التوجه إلى جدة لغزو المدينة المنورة ونبش قبر النبى محمد صلى الله عليه وسلم، لمساومة المسلمين على مبادلة الجثمان الشريف بكنيسة القيامة بالقدس، حيث جاء العقاب الربانى وهاجت العواصف على الحملة ودمرت بعض السفن، وشاهد البرتغاليون شهابا لامعا يخرج من ناحية الحجاز، يشع منه وهج ولهب توقف فوق الأسطول ثم اتجه ناحية الحبشة، فسيطر الرعب على البوكيرك وجنوده، فقرر الرجوع الى الهند مذعورا، وكتب هذه الواقعة فى مذكراته.
كذلك حاول ملك فرنسا لويس الرابع عشر، تحويل مجرى النيل الأزرق، حيث اتفق مع ياسو ملك الحبشة فى عام 1705، وأرسل المسيو لانوا ردى رول محملا بالهدايا للقيام بالمهمة فأرسل المصريون إلى مملكة سنار فتم اعتراضه وقتله ومن معه، وكانت الواقعة سببا فى حرب بين الحبشة وسنار انتهت بهزيمة الأحباش.
وفى أثناء النزاع بين مصر وإثيوبيا فى عهد الخديوى سعيد على الحدود الشرقية للسودان حيث كتب القنصل الفرنسى فى مصر بنديتى فى رسائله إلى حكومته فى نوفمبر 1856 أن الامبراطور الإثيوبى تيودور يهدد بالإغارة على السودان المصرى ويريد تحويل مجرى النيل حتى يجعله صوب البحر الأحمر.
وفى أثناء الاحتلال الإيطالى للحبشة فى ثلاثينيات القرن الماضى، فكر الإيطاليون فى تحويل مياه النيل الأزرق إلى البحر الأحمر ومنعها من الوصول الى مصر، لكنهم اصطدموا بالتضاريس التى جعلت عملية التنفيذ ليست بالسهولة التى توقعوها، كما أن الإنجليز لم يمهلوهم وتدخلوا وأخرجوا إيطاليا من إثيوبيا عام 1941.