أجرى المؤرخ الكندى مارك هامفريز، دراسة توصلت إلى أن وباءالأنفلونزا الإسبانية الذى انتشر فى عام 1918 وأودى بحياة 50 مليون شخص نشأ فى الصين، وناقش العلماء والباحثون أصول تفشى إنفلونزا عام 1918، وعلى الرغم من أن هذا الوباء قد أطلق عليه اسم "الأنفلونزا الإسبانية" ، إلا أنه بدا أنه ضرب بقوة أكبر في إسبانيا المحايدة لأن البلاد كانت خالية من مراقبي الصحف في زمن الحرب مثل تلك الموجودة في الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة الذين قللوا من التقارير عن تفشي إنفلونزا من أجل منع الذعر المحتمل.
في حين أشار بعض الباحثين إلى معسكر في كانساس أو خنادق الخط الأمامي في فرنسا على أنها أرض خصبة للمرض، ويعتقد مؤرخ كندي أنه اكتشف أدلة لدعم أولئك الذين افترضوا أن "الإنفلونزا الإسبانية" بدأت بالفعل في الصين.
ووفقًا لمقال نشر في عدد يناير 2014 من مجلة الحرب في التاريخ ، يشير المؤرخ مارك هامفريز من جامعة ميموريال الكندية في نيوفاوندلاند إلى أن سجلات تم اكتشافها حديثًا اثبتت أن وباء الإنفلونزا القاتل ظهر لأول مرة في الصين في عام 1917 ثم انفجر في جميع أنحاء العالم حيث كان السكان المعزولون سابقًا على اتصال مع بعضهم البعض في ساحات القتال في أوروبا.
ويكتب همفريز ، مؤلف كتاب "الطاعون الأخير: الإنفلونزا الإسبانية وسياسة الصحة العامة في كندا" ، أن ضحايا أمراض الجهاز التنفسي التي اندلعت في شمال الصين في نوفمبر 1917 عانوا من العديد من نفس أعراض مرض "الانفلونزا الاسبانية"، وأفاد الأطباء أن المرضى تحولوا إلى اللون الأزرق بسبب نقص الأكسجين وسعال الدم وعانوا من الحمى والصداع والالتهاب الرئوي وضيق التنفس، وكان المرض شديد العدوى ومميت بشكل خاص لأنه قتل البالغين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 40 عاما.
ومع ذلك لا يوجد دليل علمي قوي على سبب تفشي المرض، ووصف مسؤولو الصحة الصينيون المحليون المرض بأنه "مرض الشتاء" واختاروا عدم عزل المواطنين أو سن قيود على السفر.
كيف انتشرت سلالة الإنفلونزا من الصين إلى أمريكا الشمالية وأوروبا؟
يشير "همفريز" إلى أنه من الثابت تاريخيا فى الحرب العالمية الأولى، تم شحن 94000 عامل من شمال الصين إلى جنوب إنجلترا وفرنسا لتحرير المواطنين البريطانيين والفرنسيين القادرين على القتال في الخطوط الأمامية للجبهة الغربية.
وخلال شتاء عام 1917، وصل ما يزيد عن 20000 عامل شهريًا من المنطقة المصابة بالوباء في الصين إلى مدينة ويهايوى المستأجرة بريطانيًا ليصبحوا جزءًا من فيلق العمل الصيني، وكان الناس معا في ثكنات مزدحمة، مما مثل أرضا خصبة للأنفلونزا.
ووجد "همفريز" سجلات طبية تشير إلى أن أكثر من 3000 من 25000 عامل من الذين تم نقلهم عبر كندا بداية من عام 1917 انتهى بهم المطاف في الحجر الصحي، والعديد منهم كانوا يعانون من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، انفلونزا اجتاحت الحرس الكندي، وسرعان ما ترسخت في أمريكا الشمالية.
وتوفي المئات من الصينيين الذين تابعوا رحلتهم إلى أوروبا بسبب أمراض الجهاز التنفسى، ويشير همفريز أنه دليل محتمل على أن الصين مركز تفشي المرض.