أكد الدكتور أنور مغيث، أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة بجامعة حلوان ومدير المركز القومى للترجمة سابقا، والفائز بجائزة التفوق فرع العلوم الاجتماعية 2020 أن جوائز الدولة لها أهمية خاصة، مشيرا إلى أنه سيهتم بمجال التأليف الفلسفى أكثر.
وقال أنور مغيث "أنوى الاهتمام بالتأليف فى مجال الفلسفة فى المرحلة المقبلة.. أتمنى أن أجد الوقت الذى يجعلنى أنتج كتبا من تأليفى فى المجال الفلسفي"، مشيرا إلى أن نشاطه هو جزء من مقالات ودراسات فى مجلات تصدر باللغة الفرنسية وأخرى تصدر بالعربية.
وأعلنت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، أول أمس السبت، أسماء الفائزين بجوائز الدولة للتفوق، وذلك خلال الاجتماع الـ64 للتصويت على جوائز الدولة والمنعقد فى المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بحضور الدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة.
وفاز بجوائز التفوق فى فرع الفنون اسم المخرج الراحل محسن حلمى وأحمد رجب منصور صقر، وفى الآداب الدكتور أحمد محمد أحمد بلبولة والدكتور فوزى خضر، أما فى العلوم الاجتماعية فاز الدكتور أنور مغيث وإبراهيم الدسوقى وحجبت الجائزة الثالثة.
وفيما يتعلق بفوزه بجائزة التفوق فى العلوم الاجتماعية، قال مغيث :"عرفت بترشحى للجائزة من خلال اتصال هاتفى معى من قبل المجلس الأعلى للثقافة الذى أخبرنى بان اتحاد الكتاب قد رشحنى لجائزة التفوق ونريد استكمال معك بعض الأوراق"، مقدما الشكر لاتحاد الكتاب برئاسة الدكتور علاء عبد الهادي.
وتابع مغيث قائلا :"كنت سعيدا جدا عندما علمت بفوزى بهذه الجائزة لأن جوائز الدولة لها أهمية خاصة وتختلف عن جوائز المؤسسات والمعاهد العلمية الخاصة، ولان مجهودى المبذول فى حياتى المهنية تم تتويجه بهذه الجائزة"، معربا عن فخره واعتزازه الشديدين لأن الذين صوتوا له هم أعضاء المجلس الأعلى للثقافة.
وفيما يتعلق بتقييمه لما يحتاج إليه مجال الترجمة، قال مغيث "بالنسبة للترجمة نلاحظ انه فى مجالات العلوم الإنسانية لدينا تأخر كبير، ففى الخمسينات والستينات كانت مصر تتابع العلوم الانسانية على مستوى العالم أكثر من الآن".
وأثرى مغيث، الذى عمل سابقا مديرا للمركز القومى للترجمة، المكتبة العربية بترجمات عدد من الكتب والأبحاث المهمة لكبار مفكرى فرنسا ومنهم روجيه جارودى وجاك دريدا وبيير بورديو وغيرهم.
وأردف مغيث بالقول :"لدينا عجز كبير فى مجال العلوم الانسانية عموما وهذا العجز بسبب نقص الترجمة وهذه مسألة ليست خاصة بالتبعية للفكر الغربى ولا إلى أى شيء ..لابد أن تكون هناك متابعة ولابد لطلاب الفلسفة أن يكونوا ملمين بالمشهد الفلسفى المعاصر وهذا لا يمكن فعله الا من خلال الترجمة".
وأجرت النشرة الثقافية لوكالة أنباء الشرق الأوسط حديثا مع الدكتور أنور مغيث قبيل فوزه بالجائزة بثلاثة أيام حيث أكد أن الترجمة ليست أداة للتنمية فقط بل حق للمواطن العربى وتشبع فضوله فى التعرف على آداب الأمم الأخرى، مشيرا إلى أنه لا توجد إحصائية بعدد الكتب المترجمة "من وإلى" العربية على مستوى الوطن العربي.
وقال مغيث إن حركة الترجمة فى الوطن العربى من اللغة العربية واليها اكتسبت أهمية كبيرة فى السنوات الأخيرة وزادت كمية الكتب المترجمة بالفعل بعد إهمال للترجمة إهمالا لم يكن صريحا ولا متعمدا.
وأضاف "تحدثنا كثيرا عن أهمية الترجمة لكن فى مرحلة ما كانت توجد ثقافة سائدة ترى أن ماضينا وتاريخنا يحوى كل الاجابات عن كافة المشاكل وبالتالى لا نحتاج أن نعرف الثقافات الأخرى، وعلينا الاكتفاء بهذا، وهذا ما أثر فينا فى الجانب اللاشعورى ما جعلنا غير متحمسين للترجمة".
وذكر أن الترجمة قبل ان تكون أداة للتنمية فانها حق للفرد، فمن حقى كمواطن أن أقرأ الأدب الصينى وأرى المسرح الافريقي، وأشبع فضول القراء فى التعرف على آداب الأمم الأخرى.