ماذا لو فعلها الصدر الأعظم إبراهيم باشا، ابن الوالى محمد على باشا، وأكمل معركته ضد العثمانيين فى عام 1839 ودخل عاصمة الدولة العثمانية؟ حتما كان سيتغير كل شيء.
تغير الحال بين الدولة العثمانية والوالى محمد على باشا الذى حكم مصر منذ عام 1805 وكان ذراع العثمانيين فى المنطقة، لكنه كان رج قويا، وله طموحات كبيرة، فاختلف الفريقان.
وبداية من 1831 صار هناك صراع دام كان لمصر وجيشها اليد الأعلى ويقول كتاب (صفحات الشر ف العسكرى) كان من المعارك المهمة التى خاضتها جيوش محمد على ضد الدولة العثمانية معركة (قونية) وتدل هذه المعركة على المدى الذى وصلت إليه جيوش محمد على (المصرية) من القوة والمنعة، ذلك لأن قونية هذه تقع داخل الأراضى التركية، ولا تبعد كثيرا عن مضيق (البسفور) وعن مدينة الأستانة عاصمة الدولة العثمانية.
وقعت معركة قونية فى ديسمبر من عام 1832 وكان قائد الجيش المصرى هو إبراهيم باشا ابن محمد علي، وكان رجلا عسكريا محنكا، فدرس أرض المعركة جيدا قبل القتال، وأجرى التدريبات والمناورات فيها على عكس القائد التركى الذى جاءت جيوشه على عجل ولم تحسن الاستعداد للحرب.
وانتهت المعركة بانتصار الجيش المصرى انتصارا ساحقا، وقتل ثلاثة آلاف من الأتراك واستولى المصريون على أكثر من أربعين مدفعا تركيا.
وبحسب كتاب (سقوط الأقنعة) لمصطفى عبد التواب:"منيت قوات الإمبراطورية العثمانية بهزيمة ساحقة فى معركة قونية على أيدى القوات المصرية، حتى أن رشيد باشا قائد القوات التركية سقط أسيرا فى أيدى المصريين".
ويضيف الكتاب "تقدمت القوات المصرية وحررت كوتاهيه عام 1933 وأصبح الجيش المصرى على مسافة خمسين كيلومتر من الأستانة (العاصمة العثمانية) ولم يقف فى طريقه إليها جندى واحد تابع للسلطان".
وقضى المصريون فى معركة نصيبين على أكبر جيش حشدته تركيا فى عام 1839، وفى كل الحاميات العسكرية انهارت القوات العثمانية وأصبحت لمصر السيادة العسكرية على شرق المتوسط، وهكذا فتح الطريق إلى الأستانة على مصراعيه.
لكن إثر ضغوط أوروبية شديدة على مصر، أرسل محمد على باشا خطابا للقائد العام للقوات المصرية يأمره بالتوقف الفورى عن القتال.