واحدة من أكثر الروايات الأفريقية إثارة للجدل، هى "رواية ابنة بيرجر" للأديبة الجنوب أفريقية نادين جورديمير، الحاصلة على جائزة نوبل في الأدب عن مجمل أعمالها المناهضة للتمييز العنصري في بلادها عام 1991، وهى واحدة من أيقونات الأدب الأفريقى الذى انتقدت سياسات الفصل العنصرى فى بلادها.
ونشرت رواية ابنة بيرجر عام 1979، لأول مرة عن دار نشر جوناثان كيب في المملكة المتحدة وفاينكنج بريس في الولايات المتحدة، ومارست الأديبة الجنوب أفريقية نقدا لاذعا على خلفية انتفاضة "سيوتو" بجنوب إفريقيا، وهو ما دفع بالسلطات إلى حظرها، وحظر العديد من الأعمال الأخرى، وتصنيف "نادين" على أنها معارضة للنظام.
وتحكي رواية "جورديمير" عن فريق من الناشطين البيض يسعون إلى تنحية حكومة جنوب أفريقيا في منتصف السبعينات، وتتمحور حبكتها حول حياة البطلة الرئيسية روزا وقناعاتها بين والدها الناشط في الحزب الشيوعي وحبيبها كونراد.
تدور أحداث الرواية خلال فترة الفصل العنصرى في جنوب افريقيا من خلال مجموعة من الناشطين البيض المناهضين للفصل العنصري والساعين للإطاحة بالحكومة، وتتبع الرواية حياة البطلة روزا، حيث تتعاطف مع إرث والدها ليونيل برجر الناشط الأبيض المتعاطف مع السود، تم الإفراج عن الرواية فيما بعد، وترجمت إلى أكثر من 40 لغة، وقد وصلت الرواية إلى الزعيم الجنوب افريقي مانديلا في سجنه وقرأها سراً في زنزانته.
ومؤلفة الرواية نادين غورديمر (1923 - 2014)، هي روائية وناشطة حقوقية وكاتبة مناهضة لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، كرست جهودها لمجابهة نظام الفصل العنصري، عضوا قياديا بارزا في المؤتمر الوطني الأفريقي، وحاربت من أجل إطلاق سراح الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، ليصبحا بعد ذلك صديقين حميمين، وقد منعت الحكومة في جنوب أفريقيا عددا من كتب غورديمر في فترة الحكم العنصري في البلاد، وجاءت آخر رواياتها "لا وقت كالوقت الحاضر" والتي نشرت عام 2012، عن مناضلين مخضرمين في مقاومة نظام الفصل العنصري يتعاملون مع القضايا التي تواجه المجتمع الحديث في جنوب أفريقيا.