تمر هذه الأيام الذكرى الـ313، على المحفل الماسونى الأول فى لندن، إذ عقد المحفل فى 24 يونيو عام 1717م، ومن وقتها مرت على الماسونية حكايات واتهامات كثير، حتى ارتبطت فى النهاية بمعانى هدم المجتمع.
ورغم أن الماسونيين يدافعون عن أنفسهم، ويقولون إن منظمتهم لا تمثل ديانة بعينها، ويأكدون أن المنظمة تشجع الأعضاء على الإيمان بالكائن الأسمى أو "المهندس المعمارى الكبير للكون"، إلا أنها تبقى واحدة من أكثر الحركات السرية المثيرة للجدل منذ تأسيسها.. لكن بعيدا عن تأسيس هذه الجماعة السرية، يبقى السؤال: هل يوجد ماسونيون اليوم؟، وكيف ينضم الناس إليهم؟، وما أبرز الأماكن التى يوجد بها جماعات ماسونية اليوم؟
بالتأكيد لم تندثر الماسونية وفقا لكل الآراء حول تلك الجماعة السرية، فهى موجودة كحركة حتى الآن، لا يمكن لأى عاقل أن ينكر أن الماسونية موجودة بالفعل ككيان قائم يتم إدارته من خلال منظمة عالمية تتكون من أناس يتشاركون نفس الأفكار والتوجهات، ولها منتسبيها فى دول العالم وأبرزها بريطانيا، حتى إن وسائل الإعلام تتطرق إلى ما تصفه بالنفوذ الماسونى بين أفراد الشرطة وأعضاء البرلمان فى بريطانيا.
يتواجد الماسونيون اليوم، ويحرصون على أن ترتبط صورتهم العامة إلى حد كبير بالعمل الخيرى البارز لجماعة أصحاب الأضرحة Shriners، وهى مجموعة مشتقة من الماسونيين تعرف أيضاً باسم "الرتبة العربية القديمة لنبلاء المزار الصوفى".
وبحسب عدد من التقارير، فهناك تواجد لعناصر الجماعة السرية فى عدد كبير من دول العالم الآن، ففى بريطانيا، التى تستضيف أقدم المحافل الماسونية ويقدر عدد الماسونيين فيها بأكثر من 300 ألف عضو، وفى فرنسا يتمتع الماسونيون، الذين ينتمى معظمهم إلى "محفل الشرق الكبير" وهو أكبر وأقدم منظمة ماسونية فى البلاد إذ تأسس قبل حواى 250 عاما- بنفوذ واسع فى الدولة والمجتمع، حيث ينتمى إليهم سياسيون كبار وقضاة سامون وقيادات فكرية واقتصادية وإعلامية لامعة.
وفى ألمانيا بلغت الماسونية حدا من النفوذ جعل حركة "مواطنو الرايخ" تعتبر أن الدولة القائمة شركة مساهمة محدودة تديرها الماسونية واللوبيات والمجموعات العالمية، وأن المواطنين الألمان هم مجرد موظفين فى هذه الشركة، وأن ألمانيا دولة محتلة.
وفى أمريكا يوجد أكبر عدد من الماسونيين فى العالم "أكثر من ثلاثة ملايين" موزعين على مختلف الولايات الأمريكية، وتعتبر الماسونية الأمريكية أكثر انبساطا وأقوى تغلغلا فى المجتمع مقارنة بنظيرتها الأوروبية، ويعد المؤتمر السنوى الذى يدعو له المحفل الأكبر فى مدينة نيويورك ملتقى دائما للماسونيين الأمريكيين وإخوانهم من كل مكان فى العالم.
بينما يبقى وضع الماسونين فى المنطقة العربية سرى للغاية ولا يعرف الكثير حول وضع تلك الجماعة فى الوطن العربى، وهل يوجد لهم مقرات أو تابعون كثر أم لا، بسبب نظرة الجرم والخيانة التى ينظر إلى اتباع تلك الجماعة.
وتتاح عضوية المحفل الماسونى لجميع الذكور الذين تجاوزوا سن 21 عاماً، فى حين يمكن للنساء الانضمام لمجموعة مرتبطة بالجماعة الرئيسية، تعرف باسم "منظمة النجمة الشرقية Order of the Eastern Star".
ووفقاً لصحيفة New York Times الأمريكية، يجب على الأعضاء الناشئين أن يطلبوا الانضمام للجماعة، ولا يمكن استمالتهم للانضمام بأى طريقة أخرى، إذا حصلت على موافقة، فستكون فى رفقة جماعةً من المشاهير مثل الموسيقار الألمانى وولفغانغ موزارت، ورئيس الوزراء البريطانى السابق وينستون تشرشل، والرئيس الأمريكى السابق فرانكلين روزفلت، والممثل الأمريكى جون واين.