يعد كتاب "التحولات" للشاعر الرومانى أوفيد، واحدا من أشهر الكتب الشعرية على مر العصور، وأحد النصوص النثرية الباقية رغم مرور سنوات طوال عليها، وهو عبارة عن قصيدة سردية لاتينية للشاعر الرومانى أوفيد، تضم خمسة عشر كتابا وأكثر من 250 أسطورة، وتسرد تاريخ العالم من خلقه إلى تأليه يوليوس قيصر ضمن الإطار الأسطورى التاريخية الفضفاض.
يعتبر الكتاب أحد أكثر الأعمال تأثيرا فى الثقافة الغربية، وألهم الكثيرين مثل دانتى، بوكاتشيو، تشوسر، وشكسبير. وقد وصفت حلقات عديدة من القصيدة فى أعمال فنية معروفة مثل النحت والرسم لفنانين مثل تيتيان، ومن أشهر التجارب الأدبية الحديثة، التى استلهمت مفهوم التحولات فى زمن لاحق، تجربة الأديب الألمانى فرانز كافكا، فى رواية شهيرة له بنفس الاسم، غير أنها ترجمت للعربية بعنوان المسخ.
ورغم أن الاهتمام بأوفيد تلاشى بعد عصر النهضة، فقد تجدد الاهتمام به وبعمله قرب نهاية القرن العشرين، ولا يزال اليوم مصدر إلهام ويتم سرده من خلال وسائل إعلام مختلفة، تمت ترجمة العمل عدة مرات إلى اللغة الإنجليزية، وأولها كان من إعداد وليم كاكستون فى 1480.
كتب أوفيد "التحولات" وهو فى قرابة الأربعين، وبدأت ترجمتها إلى اللغات الأوروبية الحديثة بدءاً من القرن السادس عشر، نفى أوفيد فى السنة الثامنة للميلاد إلى "توميش" "Tomes" على البحر الأسود، وتعرف اليوم باسم كونستانزا فى رومانيا، ومات فيها سنة 71 ميلادية.
ويعد "التحولات" نوع من الكتابة الثانية للأساطير اليونانية - الرومانية ومتأثره بهوميروس وفيرجيل بخاصة، وقد أعاد أوفيد إحياء الأساطير وأبطالها حين ألح على المضمون الإنسانى عبر وصفٍ دقيق حى للعواصف والأهواء والهواجس وما تمليه من سلوك.
ويتبين للقارئ أن "التحولات" جذر رئيسى من جذور فن السرد قديماً وحديثاً بدءاً من "ألف ليلة وليلة" مروراً برواية "دون كيشوت" وإنتهاء بفن السرد عند بورخيس وماركيز، هذا عدا التأثير الذى مارسته فى عالمى المسرح والشعر وفى فنّ التصوير فى عصر النّهضة الأوروبي.