يؤمن المسلمون أن الناس سيحاسبون فى القبر، وبسؤال الملكين منكر ونكير، وذلك استنادا لما استدل عليه العلماء فى قوله تعالى: "يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِى الْآخِرَةِ ۖوَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ".
ويستند العلماء أيضا إلى حديث منسوب للنبى محمد صلى الله عليه وسلم يقول فيه "فيأتيه ملكان شديدَا الانتهار، فيَنتهرانه ويُجلسانه، فيقولان له: مَن ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ وهى آخر فتنة تعرض على المؤمن"، لكن ما هى اللغة التى سيحاسب بها الناس فى البرزخ، وبأى لغة يتحدثون فى الآخرة؟
بحسب أحد المصادر الإسلامية، هناك ثلاثة أقوال اختلف حولها العلماء، القول الأول، هو أنه يُسأل باللغة السريانية، حسبما قاله البلقيني، كما نقله عنه تلميذه السيوطى فى رسالته "شرح الصدور فى أحوال الموتى والقبور" – ولم يذكر له أى دليل يمكن الاعتماد عليه.
القول الثاني: يُسأل باللغة العربية، نص عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله: ويمكن الاستدلال له بظواهر الأحاديث الواردة، فقد جاءت تصف ما يكون فى البرزخ باللغة العربية، ولا مانع من كونها على الحقيقة، ويلهم الله جميع مَن يُفتن فى قبره فهمَ هذه اللغة والجواب بها.
أما القول الثالث : يسأل بلغة يفهمها، ذكره ابن حجر احتمالا كما سبق فى كلامه.
أما عن اللغة الذى سيخاطب بها الناس فى الآخرة، البحث عن كيفية تكليم الله خلقه يوم القيامة، فذكر أن الفقيه ابن تيمية، سأل: بماذا يخاطب الناس يوم البعث؟ وهل يخاطبهم الله تعالى بلسان العرب؟ وهل يصح أن لسان أهل النار الفارسية، وأن لسان أهل الجنة العربية؟
فأجابه: بأنه لا يعلم بأى لغة يتكلم الناس يومئذ، ولا بأى لغة يسمعون خطاب الرب جل وعلا؛ لأن الله تعالى لم يخبرنا بشيء من ذلك، ولا رسوله عليه الصلاة والسلام، ولم يصح أن الفارسية لغة الجهنميين، ولا أن العربية لغة أهل النعيم الأبدى.
فيما ذهب بعض المفسرون بأن لغة الناس فى الآخرة، اختلف فيها العلماء أيضا، فقال البعض: يتخاطبون بالعربية، وقال آخرون: إلا أهل النار، فإنهم يجيبون بالفارسية، وهى لغتهم فى النار، وقال آخرون: يخاطبون بالسريانية؛ لأنها لغة آدم، وعنها تفرعت اللغات، وقال آخرون: إلا أهل الجنة، فإنهم يتكلمون بالعربية.