إحدى الروايات الأفريقية الصادرة فى السنوات الأخيرة، والتى وصفت بأنها تعبر عن روح القارة السمراء، هى رواية "الطريق الطويل: مذكرات صبى مجند" للأديب السيراليونى إشمائيل بيه، وترجمت الرواية للمرة الأولى عام 2009 ونشرتها دار الشروق المصرية، ضمن 300 صفحة، وترجمت إلى 22 لغة بحسب الغلاف الخلفى للرواية، وهى السيرة الذاتية للكاتب إشمائيل بيه، قصته الشخصية فى طفولته التى قضاها فى سيراليون فى أثناء الحرب الأهلية التى ضربت البلاد، كما تتضمن الرواية فى قسم منفصل، أهم المحطات التى مرت فى تاريخ سيراليون منذ عام 1462 حتى عام 2006.
ويروى الكاتب خلال القصة تفاصيل قريته والأيام الأخيرة قبل وصول المتمردين إليها والمجازر التى حصلت فيها، واختباء سكان قريته لأيام متواصلة قبل هروبه مع بعض الأصدقاء، ونومه فى قرى مهجورة وعدم وجود الطعام، ووصل به الحال أن أصبح شرب الماء مؤلمًا بالنسبة له.
كما يروى إلقاء القبض عليهم مرات ومرات، وإجبارهم على القتال ضمن القوات الحكومية وهم أطفال، وتدخينه الماريوانا واستنشاق الـ"براون براون"، وهو كوكايين مخلوط بالبارود.
وبالتوازى مع قصة الطفل إشمائيل، تمضى الرواية بشرح لحظات الرعب التى يعانى منها سكان القرى واستعداداتهم للحرب، وهروب إشمائيل وأصدقائه تحت أشعة الشمس التى تبلغ حرارتها 48 درجة مئوية.
يقول إشمائيل فى روايته على لسان صديقه، "فى كل مرة يأتى أناس إلينا وهم عازمون على قتلنا، كنت أغمض عينى وأنتظر الموت، رغم أننى ما زلت حيًا، أشعر فى كل مرة أسلم فيها للموت وكأن جزءًا منى يموت، وسرعان ما سوف أموت تمامًا".
يشار إلى أن المؤلف إشمائيل بيه، هو كاتب سيراليونى من مواليد عام 1980، يعيش حاليًا فى نيويورك، بعد أن وصلها فى عام 1998 وأكمل السنتين الأخيرتين من دراسته الثانوية فى مدرسة الأمم المتحدة، وتخرج فى جامعة أوبرلين عام 2004، وهو عضو اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان- قسم مراقبة حقوق الأطفال.