"اليوم تعود الحياة إلى طبيعتها لكن مع اتخاذ الحذر كاملا" هذا هو شعار اليوم السبت، التى تبدأ فيه الحكومة المصرية تخفيف قيود الإغلاق بإلغاء حظر حركة المواطنين، وافتتاح المقاهى، وإعادة بعض مظاهر الحياة لطبيعتها الأولى، قبل تفشى فيروس كورونا المستجد كوفيد-19".
الحياة سوف تعود لطبيعتها بعض الشىء، حيث أصبحت هناك وسيلة للترفيه على الناس، فى ظل استمرار فترة الغلق لأكثر من 3 أشهر، التزم فيها البعض بالجلوس فى المنزل، لكن ماذا كان يفعل الناس قديما بعد انحسار الوباء، أو تقليل قيود الحجر الصحى، وقت انتشار الأوبئة؟
يشير الباحثان وليام نافى وأندرو سبايسر فى كتابهما "الطاعون الأسود 1345-1730"، إلى أن الناس فى تلك المراحل "اختاروا التوجه إلى الملاهى والحانات، وعاشوا كل يوم كما لو أنه الأخير".
وبحسب مذكرات قديمة، لموظف مدنى بريطانى يدعى صمويل بيبيس، سجل حياته اليومية لما يقرب من عشر سنوات فى ستينيات القرن السادس عشر، فإنه بحلول نهاية العام، بدأ عدد الحالات فى الانخفاض، فى عشية رأس السنة الجديدة، وكتب بيبيس: "الآن الطاعون ذهب تقريبًا، فرحتنا العظيمة عادت، تمتلئ المدينة على قدم وساق، وبدأت المتاجر فى فتح أبوابها مرة أخرى، صلوا لله ليواصل انخفاض الطاعون".
اعتبرت لندن آمنة بما يكفى لعودة الملك، استأنفت الحياة ببطء، عاد بيبيس أخيرًا إلى المسرح فى أواخر أكتوبر: قارئ متعطش للكتب المسرحية، وقد حرم من الفرصة منذ 5 يونيو 1665، عندما أمرت وسائل الترفيه الجماعية مثل المسارح ومباريات كرة القدم بالتوقف.
وكتب جيوفانى بوكاتشيو فى فلورنسا: "حاول الناس الاستمتاع بالحياة إلى أقصى حد، والانغماس فى الغناء والمرح، وإشباع كل رغبات المرء قدر الاستطاعة، والتعامل مع الأمر برمته كمزحة كبرى".
وفقا لعدد من المصادر، فأنه بعدما اجتياح العالم الإنفلونزا الإنفلونزا أثناء العالم الحرب الأولى، فإنه قد انتهت اجتماعيًا، وكان الناس مستعدين لبداية جديدة بعد الحرب العالمية، وحرصوا على وضع كابوس المرض والحرب وراءهم، والاستماع بالحياة، وحتى وقت قريب، لم يتذكر أحد إنفلونزا عام 1918.
وجاء فى كتاب " عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور" فإن وباء "الطاعون" الذى عرف تاريخيا باسم "الموت الأسود" استمر طِيلة خريف عام ١٦٦٥، ومع دنوِّ الشتاء، لوخظ أن الوباء يخمد على ما يبدو، وبدأت الاعتقاد بأن الطقس البارد أو الشتاء يقضى على الوباء، لكن هذا لم يحدث؛ بحسب وصف المؤلفين سوزان سكوت وكريستوفر دنكان، لأن المراهقين ساعدوا على استمراره.