وجهت فرنسا تهمة الاتجار فى الآثار المنهوبة وتهريبها خارج دول الشرق الأوسط، إلى خبراء آثار فرنسيين مشهورين هما كريستو كونيكى وريشار سمبير، قاما بنشاطهما التهريبى فى الدولة التى تشهد صراعات واحتجاجات أهلية منذ حقبة ما عرف بالربيع العربى. وفقا لإذاعة مونت كارلو
وأعلنت فرنسا، فى أكثر من مناسبة خلال ولاية الرئيس السابق فرانسوا هولاند، والحالى إيمانويل ماكرون، التزامها فى دعم الحفاظ على الإرث التاريخى والأثرى العراقى والسورى، الذى يحظى بأهمية كبيرة لدرجة تستدعى المجتمع الدولى بأسره للتصدى لهذه القضية، وفى السنوات الخمس الأخيرة أعادت بعض القطع المسروقة إلى بلدانها الأصلية من بينها مصر.
ويشار إلى أن "كونيكى" خبير فى آثارمنطقة المتوسط وعضو في جمعية المصريات الفرنسية، وسبق أن ورد اسمه مع اسم زوجته في قضية سرقة"ناووس قديم" وهو (تابوت حجرى) منمصر فى العام 2011، وقد مر "الناووس القديم" عبر دبىإلىألمانيا ومنهاإلىباريس وقد باعه "كونيكى" إلىمتحف "متروبوليتان" عام 2017 بسعر أربعة ملايين دولار، وكان هذا الناووس القطعة الرئيسية في معرض للمتحف النيويوركى، وقد أعيد رسمياإلىمصر عام 2019 بعد إثبات نهب خلال أحداث ثورة 25 يناير.
ووفقا للإذاعة الدولية الفرنسية، يلاحق كريستو كونيكى الخبير بآثار المتوسط وريشار سمبير بتهمة الاحتيال ضمن عصابة منظمة وتشكيل عصابة إجرامية للتحضير لجرائم وجنح يعاقب عليها بالسجن عشر سنوات والتزوير على ما أوضح مصدر قضائى مطلع على الملف.
وأوضحت وكالة "فرانس برس" أنه لم يتم وقف المتهمين بل أفرج عنهما مع مراقبة قضائية، وكان الرجلان أوقفا ووضعا فى الحبس على ذمة التحقيق مع ثلاثة مشتبه فيهم آخرين فى عمليات كان لها صدى كبير فى أوساط سوق الأعمال الفنية وتجار العاديات فى باريس، وأفرج عن المتشبه فيهم الثلاثة الآخرين من دون أن يمثلوا أمام قاضى التحقيق جان ميشال جونيى المكلف التحقيق من قبل الهيئة المركزية لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية.
ويشتبه فى أن المتهمين وهما من الشخصيات المحترمة فى أوساط الآثار فى العاصمة الفرنسية قاما بـ "غسل" قطع أثرية منهوبة فى دول عدة شهدت عدم استقرار سياسي منذ 2010 والربيع العربى ولا سيما مصر فضلا عن ليبيا واليمن وسوريا. وقالت مصادر مطلعة على الملف أن هذا الاتجار شمل مئات القطع بقيمة عشرات الملايين من اليوروهات.