الملك نختنبو الثانى هو آخر فرعون مصرى يحكم مصر، وانتهت فترة حكمه باحتلال الفرس لمصر ثانية فى عام 343 قبل ميلاد السيد المسيح، قبل احتلال الإسكندر الأكبر لمصر فى عام 332 قبل الميلاد، وكذلك هو آخر حاكم مصرى لمدة حوالى ثلاثة وعشرين قرنًا من الزمان حتى جاء حكم اللواء محمد نجيب بعد ثورة 23 يوليو 1952.
ويقول كتاب "الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون" للدكتور حسين عبد البصير، لقد كانت السنوات الثمانية الأولى من حكم نختنبو الثانى بعيدة عن التدخل الفارسى بسبب المشكلات الأسرية فى البيت الفارسى الحاكم وما تلاها، غير أنه فى منتصف القرن الرابع قبل الميلاد، نجح الحاكم الفارسى الجديد أرتازيركيس الثالث فى فرض سيطرته على معظم أرجاء الإمبراطورية الفارسية، وحاول غزو مصر، غير أن حملته باءت بالفشل، وبسبب ذلك، نجحت بعض المدن اليونانية والفينيقية فى تحدى القوة الفارسية عسكريًا لبعض الوقت.
وأوضح كتاب "الفراعنة المحاربون"، كان الملك نختنبو الثانى قد رجع إلى التقاليد الملكية القديمة والاستقرار الذى جلبته الآلهة لأرض مصر، فقام الملك بإعادة بناء وتأسيس المعابد، وتم تقديم الملك على اعتباره أنه فى حماية الآلهة، وبالفعل هناك تمثال كبير من الحجر فى متحف المتروبوليتان فى مدينة نيويورك فى الولايات المتحدة الأمريكية يصور الملك نختنبو الثانى فى شكل صغير بين قدمى الرب حورس، المعبود المصرى الشهير وحامى الملكية المصرية المقدسة، والذى تم تصويره فى شكل صقر كبير الحجم.
وأضاف كتاب "الفراعنة المحاربون"، ولقد حارب الجنود الإغريق من المرتزقة مع مصر ومع الفرس، وكان قوام خمس جيش الملك نختنبو الثانى حوالى عشرين ألف من الجنود الإغريق، ووقف بهم الملك نختنبو الثانى فى قلعة الفرما التى كانت على حدود مصر الشرقية فى عام 343 قبل ميلاد السيد المسيح مواجهًا التقدم الفارسى نحو بلده مصر، فتم هزيمة المصريين عن طريق الجنود الإغريق المرتزقة الذين استعان بهم الفرس لغزو مصر، وسقطت الفرما، ومن بعدها مناطق الدلتا القوية الحصينة، ثم سقطت منف بعد فترة، مما اضطر الملك نختنبو الثانى إلى الهروب إلى بلاد النوبة، وتم حكم مصر عن طريق الفرس للمرة الثانية.
وتابع الدكتور حسين عبد البصير، ولا نعرف مصير الملك نختنبو الثانى، غير أننا عثرنا على تمثال أوشابتى يحمل اسمه وهو موجود فى متحف تورينو فى إيطاليا وغير معروف مكان الاكتشاف مما يشير إلى موته ودفنه غالبًا فى العاصمة سايس، وهناك آثار جنائزية أخرى تحمل اسمه، وجاء فى الأسطورة التى تعود إلى العصور الوسطى وتحمل اسم "الإسكندر رومانس" أو "قصة الإسكندر"، أن نختنبو الثانى هرب إلى البلاط المقدونى، أعداء الفرس التقليديين، حيث عمل كساحر مصرى عظيم، وهناك لفت نظر الملكة أوليمبيا، زوجة الملك فيليب الثانى، وأصبح أب الإسكندر الأكبر، مما يعد تبشيرًا بحكم الإسكندر الأكبر لمصر واعتباره من نسل الفراعنة العظام.
وأشار كتاب "الفراعنة المحاربون"، وبنهاية حكم الفرعون المصرى العظيم الملك نختنبو الثانى يختفى نسل الفراعنة من حكم مصر، وباحتلال مصر من الإسكندر الأكبر، تصير مصر مملكة يحكمها الغرباء إلى أن تقوم ثورة 1952 ويحكم مصر اللواء محمد نجيب أول حاكم مصرى لمصر بعد الفراعنة.