السلطان الفرفوش هو سلطان محب للبهجة والاحتفالات والمهرجانات حتى فى عز مرضه وآلامه كان يحمل على الأعناق أو فى محفة للمشاركة فى تلك المهرجانات، رغم أوضاع البلاد الاقتصادية الصعبة وكثرة الفتن والأوبئة كالطاعون، هو السلطان المملوكى الجركسى المؤيد شيخ المحمودى والذى حكم مصر من منذ عام ١٤١٢ م وحتى ١٤٢١م.
ويقول الباحث شريف فوزى، منسق عام شارع المعز، رغم حبه للعلم والعلماء ومجالسته لهم إلا أنه عرف عنه كذلك ميله للموسيقى والفنون ونظم الشعر وإقامة المهرجانات والاحتفالات الكبرى والصيد والتنزه والرحلات والتى تستغرق شهرا أو أكثر، فكان من السلاطين الذين يتركون القلعة كثيرًا ويهتم بالتنزه، فمثلا عرف عنه الاحتفال بعيد كسر السد، وذلك عند فم الخليج وهو احتفال إيذانا بأن النيل وفى، وأن أحوال البلاد سوف تنتعش حيث كانت مصر تعتمد على النيل والزراعة فى اقتصادها ولا زالت وجريان مياهه فى الخليج المصرى شارع بورسعيد حاليا.
وأوضح شريف فوزى، أن المؤيد كان يقضى الكثير من وقته فى النيل وجزره مثل الروضة وبولاق وإمبابة والجيزة، متنقلا بين بيوت الأمراء والحراقة الذهبية وهى نوع من المراكب السلطانية التى تستخدم فى الاحتفالات مثل كسر السد والتى يكسوها الإبهار كما تتواجد مراكب الأمراء حوله المزركشة مع تجمع وتزاحم كافة طبقات الشعب لمشاهدة تلك الحفلات، حيث كان يؤمرهم المؤيد بإيقاد مسارج الزيتية، بل الأكثر من ذلك كانت تعمل مسارج من قشر البيض والنارنج وتملأ بفتايل القطن المشرب بالزيت وتطلق فى النيل بعد الغروب بساعة وتطلق الألعاب النارية من النفط على شاطئ النيل و يمتلأ النيل بمراكب الناس ويزدحم البر والنيل بالناس، وذلك بأمر سلطانى من المؤيد.
وتابع، كما أمر المؤيد الأمراء المماليك بلعب الرمح على شواطئ النيل وهو أول من أدار المحمل ببولاق لحبه لها وللنيل ولجزره، وقد عرف عنه كذلك حب الصيد وممارسته ولعب الألعاب الرياضة مثل السباحة فى النيل لمسافات طويلة رغم مرضه وكان الناس يتفاءلون بسباحته وربطها بزيادة النيل.
وأشار الباحث شريف فوزى، كما هناك واقعه تدل على حبه للاحتفالات والمهرجانات فذات يوم خرج مع كبار رجال دولته للحفر عند النيل أمام منشأة المهرانى عند الكوم الأحمر، وقد أغلقت الأسواق وجمعت الناس للمشاركة بالحفر دون أن يكلفهم فوق طاقتهم وقد شارك بنفسه فى الحفر إلا أنه أحضر معه كذلك أصحاب الفنون من الطبول والزمر ومد الأسمطة للأكل، حتى وصف المقريزى اليوم بالهزل واللهو أكثر من كونه يوم عمل وقد تأثر رجال دولته بسلطانهم، فخرج ذات يوم الأمير الطغنبا القرمشى أمير اخور أى مسئول الإسطبلات السلطانية مع أتباعه وصوفيه خانقاة برقوق بشارع المعز وكانوا تحت إشرافه وتجمعوا جميعا عند باب السلسلة بالقلعة من أجل أعمال حفر والظريف هنا شارك فى احتفاليه الحفر تلك فيل وزرافة وطبول وزمر أيضا.