"لقد رأينا كيف أن النيل كون باختراقه طريقا بين التلال وبتكوينه الدلتا، وهو لم يخلقها فقط بل هو يحفظ لها حياة مستديمة، ولقد كانت مصر ـ كما هي الآن ـ من أخصب البلدان أرضا، ومن ميزاتها أن ينمو بها أغلب المزروعات فهي تنتج أجود أنواع القمح والخضراوات والقطن" هكذا قال الأديب العالمى نجيب محفوظ فى كتابه الذى قام بترجمته "مصر القديمة".
وكان قد صرحت مصر فى أكثر من مناسبة أن النيل قضية وجودية بالنسبة للمصريين، ويرتبط المصريون وخاصة الأدباء بحكايات وعلاقات خاصة مع النهر العظيم، وتبدو أن علاقة الأديب العالمى نجيب محفوظ بنهر النيل خاصة جدا، فكما كان له موضع فى عدد من روايته، لم يجد صاحب نوبل فى الآداب لعام 1988، خير من نهر النيل ليسبغ به عنوان روايته الشهيرة: ثرثرة فوق النيل.
وفى سؤال وجهه الكاتب إبراهيم عبد العزيز، فى حوار نشره فى كتابه " ليالي نجيب محفوظ في شبرد/ الجزء الاول" حول ما يمثله نهر النيل عند الأديب العالمى، قال: "إن نهر النيل مصدر الحياة، أترى كم هو عظيم فى سريانه!، أنه تجسيد لثقافتنا".
ولعل تأثير نجيب محفوظ بالنهر الخالد، استحضر بقوة مميزة نهر النيل في أكثر من رواية من رواياته وضمنها "ثرثرة فوق النيل"، مسجلا أهمية هذا النهر العظيم في حياة مصر عبر التاريخ، لذلك فهو له علاقة خاصة بالنيل، حيث يقول عنه على لسان أحد أبطال روايته عن النهر: "في الأوقات التي كنت اجلس فيها بمفردي على شاطئ النيل كنت اشعر وكأن هناك علاقة حب ومودة تربطني بالنيل، فأناجيه وأتحاور معه كأنه شخص آخر أحيانا كنت أحدق فيه ولا اشبع من النظر إليه".