تمر اليوم الذكرى الـ770 على اعتقال المصريين لملك فرنسا لويس التاسع فى معركة فارسكور خلال الحملة الصليبية السابعة، وحبسه فى دار ابن لقمان بعد هزيمته على يد قوات المماليك، بعدما لاحقته قوات الجيش المصري بقيادة المملوك بيبرس البنقدارى، وطوقته فى بلدة شمال المنصورة اسمها "ميت الخولى عبد الله" وأسره المصريون هناك واقتادوه ذليلاً إلى المنصورة.
وهناك تم إيداع بيت القاضى فخر الدين ابن لقمان قاضى القضاة، حيث قيد بالأغلال هو وقائدان من قادة جيشه ولم يفرج عنه إلا بعد تخلي الفرنسيين عن دمياط ودفع 10 ملايين فرنك فدية لإطلاق سراحهم .
وصاحب الدار هو إبراهيم بن لقمان (1216 - 1294م) هو قاضي ووزير عاصر الأيوبيين والمماليك في مصر. ولد في بلدة أسعد شرقي دجلة ثم انتقل إلى بلدة آمد التي عمل في ديوان ناظرها كاتبًا، ولما استولي الملك الكامل علي آمد، أعجب به الوزير بهاء الدين زهير وعرض عليه الذهاب إلى مصر ليعمل في ديوان إنشائها، وبعد اعتزال بهاء الدين زهير عام 1249م تولى ابن لقمان دار الإنشاء بدلا منه. عرف ابن لقمان تاريخيا بأنه صاحب الدار التى أسر فيها لويس التاسع ملك فرنسا، تولي ابن لقمان الوزارة مرتين أولاهما عام 1279 لمدة أربعة أشهر والثانية عام 1280 لمدة ثمانية أشهر.
وبحسب "الموسوعة العربية" ولد بإسـعرد- بلدة شـرقي دجلة قرب ميافـارقين- وانتقل إلى آمد في مطلع صباه، فعمل في ديوان ناظرها كاتباً، فلما استولى سلطان مصر الكامل محمد بن العادل على آمد سنة 629هـ/1232م اطلع وزيره بهاء الدين زهير - وكان في صحبته- على خط ابن لقمان وعبارته، فأعجب به، فعرض عليه أن يصحبه إلى مصر، ويعينه في ديوان إنشائها، فسرَّ بذلك ابن لقمان، وأجاب إليه، فقدم القاهرة وتخرج في الإنشاء ببهاء الدين زهير- وكان من كبار شعراء عصره وكُتَّابه- وقد برع فيه، وظل يخدم في ديوان الإنشاء حتى وفاة السلطان الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل سنة 647هـ/1249م بالمنصورة وهو في مقابلة الفرنج في حملتهم التي تعرف بالحملة الصليبية السابعة، فاعتزل حينئذٍ بهاء الدين زهير ديوان الإنشاء ولزم بيته، ووليه من بعده ابن لقمان.
أنشئت الدار فى البداية علي شاطئ النيل حينذاك فى مدينة المنصورة وأصبح الآن على مسافة لا تقل عن ٥٠٠ متر عن نهر النيل وتحمل الدار طابع عربي قديم مكون من السلاملك وهو سكن الرجال والحرملك وهو سكن النساء حينما أمر محمد بن محمد بن أيوب ناصر الدين «بإحضار السفن محملة بالبلاط والحجر لتأسيس مدينة المنصورة، حتى تم تسجيله فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية بالقرار الوزاري رقم ١٠٣٥٧ فى تاريخ ٢١ نوفمبر ١٩٥١ وحضر الرئيس جمال عبدالناصر لافتتاحه إبان زيارته للمدينة عام ١٩٦٠.