واحدة من الروايات الأفريقية التى تخوض بالقارئ رحلة ثرية فى تاريخ وثقافة دولة مدغشقر، هى رواية "ما وراء حقول الأرز" للأديب المدغشقرى نايفوهريوسا رامامونجيوسا، الصادرة عام 2016، وهى رواة تنبش فى الماضى، فى معاناة الإنسان، مع الاستعمار، وتتعامل مع وحشية العبودية بطريقة واقعية.
هذه الرواية الأولى من بيئتها التى تمت ترجمتها إلى الإنجليزية وقامت بالترجمة أليسون شاريت، التى رأت رواية "ما وراء حقول الأزر" فى إحدى المتاجر المخصصة لبيع الكتب، حينما كانت فى العاصمة أنتاناناريفو، أثناء سفرها إلى مدغشقر من أجل أبحاث كانت تعمل عليها فى عام 2014، وسعت لترجمة الرواية بمساعدة منحة صندوق الترجمة من PEN / Heim.
وبحسب الكاتبة مريم الدوسري، تدور أحداث الرواية فى مدغشقر على مشارفِ القرنِ التاسع عشر، خلال حكم الملكةِ رانافالونا الأولى، التى تولتَ الحكم فى 1828 بعد وفاة زوجها الملك رادما الأول مقصيةً راكوتوبى ابن شقيقته الوريث التقليدى للملك المتوفي.
اعتمدت الملكة فى جزء من مغامرتها السياسية على التقليديين من السياسيين والأعيان الذين استنكروا، ولو بصمت، احتضانَ الملك رادما وانفتاحه على المبشرين المسيحيين وتهميشه التقاليد المالاغاشية التى تُعلى سلطةَ العرافين المستغيثين بقوى الأجداد، وزناهارى السيدُ المبجل.
بين حقول الأرز فى قريةِ ساهاسوا، جنوب العاصمة أنتانانريفو، وبأعوامٍ قليلة قُبيل تولى الملكة رانافالونا الأولى للحكم، يتناوب تسيتو العبد، وفارا سيدته التى تصغره بعامين فى سرد تاريخهما وشيء من تاريخ مدغشقر المتنافر-المتجاذب، بين القريةِ والمدينة، والرغبة فى التحديث والدعوة إلى الثشبث بالتراث.