استنكرت النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، برئاسة الشاعر الدكتور علاء عبد الهادى، دعوات عودة تمثال ديليسبس على رأس قناة السويس بمحافظة بورسعيد، معتبرة إعادة تنصيب التمثال تمجيدا للمستعمر، الذى حكم فى بلاده بتهمة الخيانة، وكان سببا فى استشهاد 120 ألف مصرى فى عملية حفرة قناة السويس.
وقالت النقابة فى بيان لها: يقف كتاب مصر ومثقفوها وفنانوها وقواها الوطنية كافة صفا واحدا ضد عودة تمثال فرديناند ديليسبس المشئوم على رأس قناة السويس في بورسعيد، ويعدون ذلك جريمة في حق شعبنا المصري البطل، وتحديا لإرادة شعبنا الباسل الذي أسقط التمثال من منصته -التي نصبته فوقها سلطة الاحتلال- في أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، فأصبح سقوطه تعبيرا عن استرداد عزة الوطن، وثأرا لشهدائه.
وتابع البيان: لقد رأى الشعب في تنصيب تمثال ديليسبس على رأس قناة السويس إهانة لأرواح 120 ألف فلاح مصري استشهدوا في حفر القناة، وتمجيدا لمستعمر قهر المصريين، واستغلهم، واحتل بلادهم، وتكريمًا لنصاب أدانته بلاده فرنسا وحكمت عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة الاحتيال، وحكمت على ابنه بالعقوبة نفسها، كما حكمت على حفيده بالإعدام بتهمة الخيانة الوطنية.
وأكدت النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر: أن النصب التذكارية لأمة هي رموز عزتها ونصرها، وهي شواهد تحريرها ونهضتها، وهي رسائل الأوطان إلى شعوبها، وإلى العالم أجمع، بما تختزنه من تاريخ وقيم، وبما تعبر عنه من علامات مجد وخلود، وما كان ينبغي لهذه النصب في أى مكان أو زمان أن تصبح أداة لتخليد الجلادين والمستعمريهن وناهبي الثروات.
واستطرد: إن قناة السويس التى حُفرت بسواعد المصريين الممزوجة بدمائهم لن تكون منصة مجانية لإحياء رمز استعماري عفن، من أجل هذا يتمسك كتاب مصر ومثقفوها وفنانوها بأن ينصب على رأس القناة أحد الرموز المصرية الصميمة، من إبداع فنانينا، يجسد ملحمتنا الوطنية في حفر القناة والدفاع عنها ضد العدوان.
وواصل: أن مصر أم الحضارات الإنسانية التى قدمت للعالم –ضمن ما قدمته على مر تاريخها الطويل - عبقريات فن النحت منذ فجر التاريخ، جديرة بأن تسأنف اليوم دورتها الحضارية بأيدي أحفادها ممن صنعوا مجد النحت القديم، سواء باختيار عمل مناسب لأحد رموز فناني مصر المحدثين، أو بدعوة نحاتيها المعاصرين إلى التسابق برؤاهم الفنية لإقامة هذا الصرح كي يكون شاهدا شامخا على تاريخ شعب عظيم، وتعبيرا عن ملحمة البطولة الإنسانية للفلاح المصري الذي حفر القناة في أرضه بعرقه ودمه.