مسرحية "الملك لير" للأديب البريطانى الشهير وليام شكسبير، المنشورة عام 1608م، واحدة من أيقونات المسرح العالمى، وإحدى أكثر المسرحيات عرضا على المسارح العالمية حتى اليوم، وقد صنفتها مكتبة بوكلوين العالمية ضمن أفضل 100 عمل أدبى على مر العصور، ووضعها النقاد على قمة ما كتب شكسبير باعتبارها تنتمى إلى العصر الحديث أو تحمل بذور الحداثة ترجمت المسرحية لأكثر من لغة.
تدور أحداث المسرحية فى بريطانيا القديمة، حيث يقرر الملك المسن لير التخلى عن ملكه وتقسيم مملكته على بناته الثلاث، كورديليا، ريجان، وجونريل، وتتمثل خطة لير فى وهبه لأكبر مساحة من مملكته لابنته الأكثر حبا له وهى ابنته الصغرى كورديليا، إلا أن جونريل وريجان الفاسدتين والمخادعتين، تكذبان على والدهما بطريقة عاطفية ساخرة ومبالغ فيها، كورديليا ترفض الانخراط فى لعبة لير، وترد ببساطة على أنها تحبه كابنته لا أقل ولا أكثر، ردها الباهت، على الرغم من صدقها، يغضب الملك لير ويجعله يتخلى عن ابنته كورديليا تمامًا، يحاول إيرل كنت، صديق لير العزيز، التحدث نيابة عن كورديليا والتدخل لمصالحة لير مع ابنته، ويتم نفيه من المملكة.
ويعتقد أن شكسبير استمد الحبكة من كتاب هولنشد عن تاريخ إنجلترا، اقتبس الحبكة الثانوية من ما رواه سبنسر فى ملحمته الشعرية "ملكة الجان، بناء على تصدير المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب، فى الطبعة الثانية من مسرحية الملك ليرـ من ترجمة محمد مصطفى بدوى، فإن المسرحية ليست قصة عقوق الأولاد وكفرهم وجحودهم وحماقة الآباء وخرقهم وغفلتهم الثقة فى غير أهلها فحسب، وليست قصة الوحشية التى لا يدانيها فى قسوتها قسوة، وقصة المبصر الأعمى والأعمى البصير أو العقل المجنون والمجنون العاقل فحسب، إنها تلك الامور كلها وعشرات مثلها من المواضيع الأدبية التى يعالجها شكسبير درامياً فى مسرحية تعتبر واحدة من أخصب تراجيدياته.
