يحتفل النوبيون اليوم 7 من شهر يوليو بيومهم العالمى، ليس لسبب معين، سوى أن الرقم 7 له دلالة مهمة فى تاريخهم وأيامهم وطقوسهم الحضارية المختلفة، وبهذه المناسبة التى يحييها جميع أبناء النوبة، نجد أنفسنا نطرح سؤالا حول دور هذه المنطقة فى تاريخ الحضارة الإنسانية.
هناك ما يسمى بصراع الحضارات، حتى على نقطة البداية، وهو ليس بالأمر الخاطئ، فكل جماعة بشرية، من حقها أن تدعى أنها الأولى، والبينة على من ادعى، فالصين مثلا تقول بأنها صاحبة حضارة عمرها 7 آلاف سنة، وأنها أقدم من الحضارة المصرية، والحضارة المصرية ليست بحاجة كى تدافع عن نفسها، فالعالم كله يعرف مكانتها ودورها وتاريخها وعظمتها.
والحضارة فى مصر بدأت من الجنوب، من بلاد النوبة، وأهلنا فى النوبة يؤكدون دائما بأنهم أصل الحضارة فى العالم القديم كله، وهو ما يؤكده التاريخ:
علينا فى البداية معرفة أن منطقة النوبة كبيرة جدا، تبدأ من جنوب أسوان إلى شمال الخرطوم فى السودان، وحياتها عبر الزمن مرتبطة بنهر النيل، كما أن كلمة "نوبة" معناها الذهب، فأرض النوبة تعنى أرض الذهب، وهى كلمة مصرية قديمة، فرعونية، لأن المنطقة كانت مشهورة بمناجم الذهب.
وقدماء المصريين كانوا يسمون بلاد النوبة بلاد كوش، وهى تسمية متأخرة عمرها 5 آلاف سنةفقط، لكن حضارة النوبة كانت من قبلها، وقبل تكوين الممالك كان العصر الحجري.
ووجد العلماء آثارا ترجع للعصر الحجري الحديث والذى يمتد فى الفترة بين (9 آلاف و4 آلاف و500 سنة قبل الميلاد) من بينها قطع من الفخار والخزف.
وكان النوبيون الأوائل يستأنسون الحيوانات ويستنفعون منها، وهناك ما يدل على ذلك منذ 7 آلاف سنة حسب كلام "ديفيد إدواردز" في كتابه "الماضي النوبى".
وفي شمال وادي حلفا فى منطقة خور موسى كانت توجد حضارة عمرها 10 آلاف سنة فى مناطق القسطل ووادي العلاق، وتؤكد الآثار وجود حضارة عمرها 10 آلاف سنة في منطقة اسمها خور بهان ودى مكانها فى شرق مدينة أسوان، ويؤكد ذلك اكتشاف أنواع من الفخار المميز بألوانها الوردية والأواني المزركشة بالنقوش.
ومن ناحية أخرى فأهل النوبة كانوا محاربين أقوياء حتى أن المصريين القدماء كانوا بيسموا النوبة فى وقت ما "تا سيتي" ودا كان بالفعل اسم مملكة موجودة ما بين منطقة حلفا وأسوان وانتهت حوالى سنة 3 آلاف قبل الميلاد ودى معناها "أرض الأقواس" نسبة لمهارتهم في الرماية.
