تمر اليوم ذكرى اغتيال الكاتب الفلسطينى غسان كنفانى على يد جيش الاحتلال الإسرائيلى، وبهذه المناسبة نتذكر "كنفانى" من خلال قراءة كتبه ونقرأ معا رواي "عائد إلى حيفا".
الرواية صدرت طبعتها الأولى في عام 1969، وترجمت إلى العديد من اللغات، وفي الرواية يرسم غسان كنفاني الوعي الجديد الذي بدأ يتبلور بعد نكبة 1948، الرواية محاكمة للذات من خلال إعادة النظر في مفهوم العودة ومفهوم الوطن، فسعيد وزوجته صفية العائدان إلى مدينتهما حيفا التي تركا فيها طفلهما منذ عشرين سنة تحت ضغط الحرب يكتشفان أن "الإنسان في نهاية المطاف قضية"، وأن فلسطين ليست استعادة ذكريات، بل هي صناعة للمستقبل.
يحكى غسان كنفانى فى الرواية كيف تركت الأم "صفية " ابنها "خلدون" بسبب هجوم العصابات الصهيونية عليهم، حيث تركته في سريره داخل المنزل في حي الحليصة، وخرجت تبحث عن زوجها سعيد، وبعد أن عثرت عليه لم تتمكّن من العودة إلى المنزل لأخذ خلدون؛ بسبب إغلاق الطرق وتدافع النّاس للهرب.
وعلى مدى أكثر من عشرين عاما يحاول سعيد وزوجته العودة بحثا عن الطفل، وعندما يتمكنون تكون فى انتزارهم مفاجأة كبرى، فبعد وصولهما إلى منزلهما واكتشاف الحقيقة المُرّة، وهي أن عائلة يهودية استولت على منزلهما وابنهما، وتغيّر اسم الطفل من خلدون إلى دوف، وهنا مفارقة جديدة في أحداث الرواية فصفية تبحث عن خلدون الذي لم يعد له وجود، بل وجدت دوف الذي حمل كمية من الحقد والكراهية لوالديه ووطنه فلسطين. بالعودة إلى اللاجئين في الوقت الحاضر، هل ستنكرهم مدنهم وقراهم وبقايا منازلهم عند عودتهم لها أم ستتذكر أنهم كانوا موجودين في يوم ما؟