فى الوقت الذى وصل فيه المستعبد "بيتر" إلى معسكر الاتحاد فى باتون روج بأمريكا، كان ذلك فى مارس 1863م، كان بيتر قد مر من جحيم بعدما طاردته كلاب الدم، التى تم ملاحقته لأميال، وركض حافى القدمين عبر الحقول، لقد نجا بالكاد، عندما وصل إلى الجنود كانت ملابس بيتر ممزقة ومبللة بالطين والعرق، وهو ما تم تجسيده فى لوحة تظهر التشويه والتعذيب على ظهر بيتر غير المعروف.
لكن محنته التي استمرت عشرة أيام لم تكن شيئًا مقارنة بما مر به بالفعل، أثناء استعباد بيتر فى مزرعة لويزيانا في جون وبريدجيت ليون، لم يتحمل بيتر إهانة العبودية فحسب، بل جلد بطريقة وحشية كاد تودى بحياته، وعندما انضم إلى جيش الاتحاد بعد هروبه من العبودية، كشف بيتر عن ندوبه أثناء الفحص الطبى، حسب ما ذكر موقع "هيستورى".
حيث أن التقرير الطبى أوضح وجود آثار بقع بارزة وعلامات متقطعة بظهره، امتدت العلامات من أردافه إلى كتفيه، مما يشير إلى الشراسة والقوة التي تعرض لها أثناء الضرب، كان جسده مليئا بكوكبة بشعة من الندوب، ولذا أصبح التقرير الطبى دليل مرئى على وحشية العبودية، وبالنسبة لآلاف الأشخاص البيض، كانت صورة صادمة ساعدت على إشعال نيران الإلغاء خلال الحرب الأهلية.
وأصبحت صورة ظهر بيتر واحدة من أكثر صور العبودية انتشارًا على نطاق واسع فى عصره ، وحشد الرأى العام ، وكان بمثابة لائحة اتهام صريحة لمؤسسة العبودية، ساعد "ظهر" بيتر المشوه في إعادة الحياة إلى مخاطر الحرب الأهلية، متناقضًا مع إصرار الجنوبيين على أن استعبادهم كان مسألة بقاء اقتصادي وليس عنصرية. وأظهر مدى أهمية وسائل الإعلام خلال الحرب التي كادت أن تدمر الولايات المتحدة.
جدير بالذكر، لا يُعرف الكثير عن بيتر بصرف النظر عن الشهادة التى أعطاها للفاحصين الطبيين في المخيم وصورة ظهره والندوب الجدارية التي عانى منها من الضرب، ولكنه أخبر الفاحصين أنه غادر المزرعة قبل عشرة أيام ، وأن الرجل الذي جلده هو المشرف على المزرعة "أرتايو كاريير"، وبعد الجلد ، قيل له أنه أصبح "مجنوناً نوعاً ما" وهدد زوجته، وبينما كان يرقد على سريره يتعافى ، قام مالك المزرعة بطرد المشرف. لكن بيتر كان قد قرر بالفعل الهروب.