هل ذو القرنين اسمه عبد الله بن الضحاك بن معد؟ ما يقوله التراث الإسلامى

نتوقف اليوم مع قصة ذى القرنين، التى وردت فى القرآن الكريم، وتحدثت عنه كتب التراث الإسلامى وذكرت أقاويل كثيرة فى اسمه ونسبه وسبب تسميته بذى القرنين، وقصص أخرى سنتعرف عليها: يقول كتاب البداية والنهاية: ذكر الله تعالى ذا القرنين وأثنى عليه بالعدل، وأنه بلغ المشارق والمغارب، وملك الأقاليم وقهر أهلها، وسار فيهم بالمعدلة التامة، والسلطان المؤيد، المظفر، المنصور، القاهر، المقسط، والصحيح: أنه كان ملكا من الملوك العادلين، وقيل: كان نبيا، وقيل: رسولا، وأغرب من قال: ملكا من الملائكة. وقد حكى هذا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فإنه سمع رجلا يقول لآخر: يا ذا القرنين، فقال: مه ما كفاكم أن تتسموا بأسماء الأنبياء، حتى تسميتم بأسماء الملائكة. ذكره السهيلي. وقد روى وكيع عن إسرائيل، عن جابر، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو قال: كان ذو القرنين نبيا. وروى الحافظ ابن عساكر من حديث أبى محمد بن أبى نصر، عن أبى إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن أبى ذؤيب، حدثنا محمد بن حماد، أنبأنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن أبى ذؤيب، عن المقبري، عن أبى هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "لا أدرى أتبع كان لعينا أم لا، ولا أدرى الحدود كفارات لأهلها أم لا، ولا أدرى ذو القرنين كان نبيا أم لا" وهذا غريب من هذا الوجه. وقال إسحاق بن بشر: عن عثمان بن الساج، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان ذو القرنين ملكا صالحا، رضى الله عمله، وأثنى عليه فى كتابه، وكان منصورا، وكان الخضر وزيره، وذكر أن الخضر عليه السلام كان على مقدمة جيشه، وكان عنده بمنزلة المشاور، الذى هو من الملك بمنزلة الوزير فى إصلاح الناس اليوم. وقد ذكر الأزرقى وغيره أن ذا القرنين أسلم على يدى إبراهيم الخليل، وطاف معه بالكعبة المكرمة هو وإسماعيل عليه السلام. وروى عن عبيد بن عمير، وابنه عبد الله وغيرهما، أن ذا القرنين حج ماشيا، وأن إبراهيم لما سمع بقدومه تلقاه، ودعا له ورضاه، وأن الله سخر لذى القرنين السحاب يحمله حيث أراد، والله اعلم. واختلفوا فى السبب الذى سمى به ذا القرنين فقيل: لأنه كان له فى رأسه شبه القرنين، قال وهب بن منبه: كان له قرنان من نحاس فى رأسه، وهذا ضعيف. وقال بعض أهل الكتاب: لأنه ملك فارس والروم، وقيل: لأنه بلغ قرنى الشمس غربا وشرقا، وملك ما بينهما من الأرض، وهذا أشبه من غيره، وهو قول الزهري. وقال الحسن البصري: كانت له غديرتان من شعر يطافهما، فسمى ذى القرنين. وقال إسحاق بن بشر، عن عبد الله بن زياد بن سمعان، عن عمر بن شعيب، عن أبيه، عن جده أنه قال: دعا ملكا جبارا إلى الله فضربه على قرنه فكسره ورضه، ثم دعاه فدق قرنه الثانى فكسره، فسمى ذى القرنين. وروى الثورى عن حبيب بن أبى ثابت عن أبى الطفيل، عن على بن أبى طالب أنه سئل عن ذى القرنين، فقال: كان عبدا ناصح الله فناصحه، دعا قومه إلى الله فضربوه على قرنه فمات، فأحياه الله فدعا قومه إلى الله فضربوه على قرنه الآخر، فمات فسمى ذا القرنين. وهكذا رواه شعبة القاسم بن أبى بزة، عن أبى الطفيل، عن على به. وفى بعض الروايات عن أبى الطفيل عن على قال: لم يكن نبيا ولا رسولا ولا ملكا، ولكن كان عبدا صالحا. وقد اختلف فى اسمه: فروى الزبير بن بكار عن ابن عباس: كان اسمه عبد الله بن الضحاك بن معد، وقيل: مصعب بن عبد الله بن قنان بن منصور بن عبد الله بن الأزد بن عون بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبا بن قحطان. وقد جاء فى حديث: أنه كان من حمير، وأمه رومية، وأنه كان يقال له ابن الفيلسوف لعقله. وقد أنشد بعض الحميريين فى ذلك شعرا يفتخر بكونه أحد أجداده، فقال: قد كان ذو القرنين جدى مسلما * ملكا تدين له الملوك وتحشد بلغ المشارق والمغارب يبتغى * أسباب أمر من حكيم مرشد فرأى مغيب الشمس عند غروبها * فى عين ذى خلب وثأط حرمد من بعده بلقيس كانت عمتى * ملكتهم حتى أتاها الهدهد قال السهيلي: وقيل: كان اسمه مرزبان بن مرزبة. ذكره ابن هشام. وذكر فى موضع آخر أن اسمه الصعب بن ذى مرائد، وهو أول التبابعة، وهو الذى حكم لإبراهيم فى بئر السبع. وقيل: إنه أفريدون بن أسفيان الذى قتل الضحاك، وفى خطبة قس: يا معشر إياد بن الصعب ذو القرنين، ملك الخافقين، وأذل الثقلين، وعمر ألفين، ثم كان كلحظة عين، ثم أنشد ابن هشام للأعشى: والصعب ذو القرنين أصبح ثاويا * بالجنو فى جدث أشم مقيما وذكر الدارقطني، وابن ماكولا أن اسمه هرمس، ويقال: هرويس بن قيطون بن رومى بن لنطى بن كشلوخين بن يونان بن يافث بن نوح، فالله اعلم. وقال إسحاق بن بشر: عن سعيد بن بشير، عن قتادة، قال اسكندر: هو ذو القرنين، وأبوه أول القياصرة، وكان من ولد سام بن نوح عليه السلام، فأما ذو القرنين الثانى فهو: اسكندر بن فيلبس بن مصريم بن هرمس بن ميطون بن رومى بن لنطى بن يونان بن يافث بن يونة بن شرخون بن رومة بن شرفط بن توفيل بن رومى بن الأصفر بن يقز بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم، الخليل كذا نسبه الحافظ ابن عساكر فى تاريخه. المقدونى اليونانى المصرى بانى إسكندرية، الذى يؤرخ بأيامه الروم، وكان متأخرا عن الأول بدهر طويل، كان هذا قبل المسيح بنحو من ثلاثمائة سنة، وكان أرطاطاليس الفيلسوف وزيره، وهو الذى قتل دارا بن دارا، وأذل ملوك الفرس، وأوطأ أرضهم. وإنما نبهنا عليه لأن كثيرا من الناس يعتقد أنهما واحد، وأن المذكور فى القرآن، هو الذى كان أرطاطاليس وزيره فيقع بسبب ذلك خطأ كبير، وفساد عريض طويل كثير، فإن الأول: كان عبدا مؤمنا صالحا وملكا عادلا، وكان وزيره الخضر، وقد كان نبيا على ما قررناه قبل هذا. وأما الثاني: فكان مشركا، وكان وزيره فيلسوفا، وقد كان بين زمانهما أزيد من ألفى سنة، فأين هذا من هذا لا يستويان ولا يشتبهان إلا على غبى لا يعرف حقائق الأمور.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;