وضحت نوايا العثمانلى رجب طيب أرودغان تجاه متحف آيا صوفيا، فقد وقع وقع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مرسوما اليوم الجمعة بفتح آيا صوفيا كمسجد، وذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا عبرت اليوم الجمعة عن أسفها لأن القضاء التركي لم يعر مخاوفها اهتماما وقضى بعدم قانونية تحويل مسجد آيا صوفيا في اسطنبول لمتحف وفقا لمرسوم حكومي يرجع لثلاثينيات القرن العشرين.
مبنى آيا صوفيا كان كاتدرائية خاصة بالمسيحيين، بنيت فى عهد الإمبرطور البيزنطى جونستنيان الأول عام 537م، وذلك على أنقاض كنيسة أقدم أقامها الأمبراطور قسطنطين العظيم، إلى أن تحولت إلى مسجد عام 1453م، بعدما سيطرت الدولة العثمانية على إسطنبول، حيث عد السلطان محمد الفاتح تحويل الكنيسة إلى مسجد رمزا لانتصاره على الدولة البيزنطية، حيث قيام بالصلاة فيها.
وبحسب كتاب "الدليل السياحى لمدينة إسطنبول" للكاتب خليل ارسين اوجى، فيعد آيا صوفيا معلما نادرا وفريدا وأحد رموز مدينة إسطنبول بناه قسطنطينيوس ابن مؤسس المدينة الإمبرطور قسطنطين، فى النصف الثانى من القرن الرابع، وقد اندلعت النيران فى أول كنيسة بنيت فى الموقع أثناء إحدى الثورات عام 404م، فتم تنفيذ عملية البناء الثانية على نطاق أكبر وافتتحت فى حفل كبير عام 415 م، ولكن فى عام 532 أدت ثورة "نيكا" الدموية إلى مقتل كثيرين وهدم عدد من المبانى، وتعرضت كنيسة آيا صوفيا خلال هذا الوقت إلى الاحتراق بالكامل، فقام الإمبرطور جستينيان، الذى أخمد الثورة، ببناء مكان للعبادة، لم ير مثيلا له منذ عهد آدم ولن يكون له مثيل، كما قيل حينها، ففى عام 532 بدأت عملية بناء أكبر كنيسة فى العالم المسيحى، واكتمل البناء بعد 5 سنوات وأقيم حفل افتتاحها عام 537م.
وكأفا الإمبرطور بسخاء المهندسين المعماريين إيسيدور من مليتوس وأنثيميوس من تراليس، وقد صممت القبة وفقا لفن العمارة الرومانى، لكن استخدم أسلوب معمارى شرقى فى هيكل القبة جعل كنيسة آيا صوفيا تبدو ناتجا لتوليفة ثقافية بين فن العمارة الرومانى والشرق أوسطى والآسيوى وأسلوب عمارة بلاد ما بين النهارين.
وأوضح الكتاب، يخطئ فى اسم الكنيسة والتى تنطبق آيا صوفيا فيقول إنها تعنى القديسة صوفيا، لكن الحقيقة أن الكنيسة لم تكن مخصصة لشخص أو قديس معين بل للديانة المسيحية والترجمة الصحيحة للاسم هى "الحكمة المقدسة"، مشيرا إلى أنه عند افتتاح الكنيسة لم يكن يستطيع الإمبرطور إخفاء فرحته، وألقى خطابا أوضح فيه أنه تفوق على النبى سليمان بعد بناء هذا المكان.
ولفت المؤلف إلى أن الكنيسة رغم أنه لم يكن لها مثيل فى ذلك الوقت إلا أن هناك بعض الأخطاء تضمنت عملية الإنشاء وأهمها حجم القبة الذى شكل ضغطا زائدا على جوانبها، ومن ثم كانت النتيجة الطبيعة هى انهيار الجدران للخارج وسقوط القبة عام 558م.
ويشير الكتاب إلى أن السلطان محمد الثانى عندنا فتح المدينة عام 1453، كانت الكنيسة تعانى، حيث كانت الإمبرطورية الرومانية الشرقية لا تملك الموارد المالية الكافية للعناية بها، ولكن بعد الفتح تم تجديد الكنيسة وتحويلها إلى مسجد، وظلت الكنيسة مسجدا لمدة 480 عاما قبل تحويلها إلى متحف بين عامى 1930 – 1935.
فيما يوضح كتاب "النظام السياسى فى تركيا" أن حزب الوطن الحاكم فى تركيا عام 1991 وعلى أثر نمو الاتجاه الإسلامى، وافق على فتح جزء من المتحف ليكون مسجد للصلاة بناء على مقترح من حزب الطريق الصحيح، وقد أدى قرار الحكومة التركية، إلى رد فعل يونانى، حيث طالبت الحكومة هناك فى بيان رسمى بإبقائه متحفا، محتجة على التفكير فى إعادته مسجدا، بينما علقت روسيا الاتحادية على القرار بأنه عودة أفكار القرون الوسطى.