يبدو أن شخصية ديلسيبس المثيرة للجدل لن يتوقف الكلام عنها، فرغم رحيله عام 1894 إلا أن تمثاله يواصل إثارة الجدل، ومؤخرا انتشر كلام على أن التمثال سيعود مرة أخرى ليوضع فى مدخل قناة السويس وهو ما نفته محافظة بور سعيد، مؤكدة أن التمثال مازال موجوداً فى مكانه بترسانة بور فؤاد، وأنه لم يُنقل خارج نطاق المحافظة، مُشيرةً إلى أن تمثال "فرديناند ديلسبس" معلماً مهماً من معالم المحافظة وجزء من تاريخ المدينة وثقافتها.
قصة التمثال
التمثال من تصميم الفنان الفرنسي إمانويل فرميم فى عام 1899 مادة البرونز والحديد وطلي باللون الأخضر البرونزى، والتمثال مجوف من الداخل ويزن حوالي 17 طنًا ويبلغ ارتفاعه بالقاعدة المعدنية 7.5 متر، وحفر على قاعدة التمثال المعدنية اسم المسبك الذي صنع التمثال وتاريخ الصنع.
وتم وضعه عند مدخل القناة الشمالي في بورسعيد تكريما لدوره البارز في المشروع، وظل التمثال كما هو حتى عام 1956، عندما أمم جمال عبد الناصر القناة، ووقع العدوان الثلاثى على مصر، ففى يوم 23 ديسمبرمن عام 1956، قام جنديان فرنسى وإنجليزى بربط علمين بريطانى وفرنسى متوسطى الحجم على يد تمثال ديليسبس اليمنى، ووضعا على رأس التمثال غطاء رأس بيريه من وحدة مظلات فرنسية، حسبما ذكر سعيد الشحات فى "ذات يوم" وقاما بدهن التمثال بطبقة شحم كثيفة، كما وضعا الشحم على ذراعه الممتدة والمثبت فيها العلمان البريطانى والفرنسى المذكوران لمنع الأفراد من التسلق وانتزاعهما دلالة على استمرار سيطرتهم المعنوية على المدينة.
وكان رد الشعب البورسعيدى المقاوم هى نسف التمثال ردا على هذه الواقعة وتأكيدا لموقفهم من مصمم القناة "ديليسيبس" نفسه.
التمثال أثر
يذكر أنه تم إصدار قرار من رئيس مجلس الوزراء رقم 446 لسنة 2019 بتسجيل تمثال "فرديناند ديلسبس"، ضمن الآثار الإسلامية والقبطية، وذلك بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، وموافقة مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار، لافتةً إلى أنها تسعى خلال الفترة المقبلة لاستغلال كل مقوماتها وإمكاناتها السياحية ضمن مخطط التنمية السياحية.