واحدة من الروايات التى استطاعت تجسيد فترة سياسة الفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا، كانت رواية "رياضة طبيعية" للأديبة نادين جورديمير، الحاصلة على نوبل عام 1991، نشرت عام 1987، لأول مرة عن دار نشر ديفيد فيليب في جنوب أفريقيا، وجوناثان كيب في المملكة المتحدة وكنوبف في الولايات المتحدة.
وتتحدث الرواية عن فتاة تنضم إلى الحزب الوطنى الأفريقى، حتى تصبح فيما بعد زوجة أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، وكان ذلك قبل مجئ الرئيس الجنوب أفريقى "نيلسون مانديلا" الذى استطاع أن يصل إلى سدة الحكم فى بلاده عام 1994، أى بعد 7 سنوات كاملة من صدور الرواية، فهل كانت السيدة جورديمير تتنبأ بمستقبل بلادها، وإنهاء الصراع العنصرى هناك؟
تدور قصة الرواية حول فتاة، بينما كانت لا تزال طالبة في المدرسة الثانوية، قررت كيم كابران إعادة تسمية نفسها "Hillela"تنضم هيليلا إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وتتزوج من رجل أسود من المؤتمر ولديها طفل، تسافر إلى دار السلام ، نيروبي قبل أن تعود إلى جنوب إفريقيا كإحدى زوجات أول رئيس أسطورى لجنوب إفريقيا.
بسرعة وخطورة انطلقت حياة "هيليلا"، لتعيش كفتاة متوهجة بين المنفيين السياسيين على شاطئ في شرق أفريقيا، تنجرف بين الوظائف والعشاق، وتصبح أخيرًا زوجة ثوري أسود، المأساة الشخصية هي في نهاية المطاف حافز لتطورها السياسي ، مما أدى بها إلى دور بطولي في الإطاحة بالفصل العنصري.
ما تقدمه الرواية هو تأمل خيالي حول قوة العفوية في السياسة. إنها ترمز إلى فكرة أنه بغض النظر عن مدى ظلمة العالم ، فإن نور الروح البشرية يمكن أن يضيء ليحظى بيوم جديد. نحن لسنا مجرد منتجات لماضينا، نحن لسنا هابطين لنعيش المسارات المخصصة للحاضر، الحرية، حرية الإنسانية، هي القدرة على الابتكار والعمل بشكل عفوي والبدء من جديد.
إن قوة فكرة جورديمر تعني أنه بغض النظر عن مدى اليأس الذي تبدو عليه الأشياء، فإننا لا نقدر أبدًا أن نحيا إلى الأبد وسط المأساة والكارثة، إن رياضة الطبيعة، التي كُتبت في أحلك أيام الفصل العنصري، تشهد على واقع التغيير السياسي وتحذيرًا من القدرية واليأس.