نشاهد، اليوم، لوحة (الطفل الباكى) للفنان الإيطالى جيوفانى براجولين (1911- 1981) واسمه الحقيقى برونو أماديو، عرف برسمه لعدد من لوحات الأطفال الباكين، لكن هذه اللوحة التى نشاهدها الآن لها قصة غريبة.
لماذا اشتهرت اللوحة:
تقول القصة:
فى عام 1969م، وذات يوم فى مدريد، كان الفنان على وشك الانتهاء من رسم إحدى لوحاته عندما سمع فى الشارع الواقع أسفل محترفه صوت نشيج متقطع، وعندما نظر من الشرفة رأى صبيا يرتدى أسمالاً بالية وهو يجلس خارج حانة قريبة ويبكى، نادى الرسام على الصبى وسأله عن المشكلة، فنظر إليه بصمت وكان ما يزال يبكي.
الفنان الذى أخذته الشفقة على الصبى فاصطحبه إلى مرسمه وأطعمه ثم رسم له بورتريهاً، وقد زاره الولد بعد ذلك مرارا ورسم له بورتريهات عديدة، وطوال تلك الزيارات لم يتوقّف الصبى عن البكاء كما لم يتفوه بكلمة.
وبعد وقت قصير من لقائه الأول مع الصبي، زار الرسام فى بيته كاهن محلى كان فى حالة ارتباك واضح، كان الكاهن قد رأى الصورة التى رسمها الفنان للصبى وأخبره أن اسمه دون بونيللو وأنه هرب ليهيم على وجهه فى الشوارع بعد أن رأى والده يتفحم حتى الموت عندما التهم حريق بيتهم، وقد نصح الكاهن الرسام بأن لا يفعل المزيد من أجل الصبى لأنه أينما ذهب كانت النار تشب فى إثره، ارتعب الفنان من حقيقة أن رجلا متدينا ومن أهل الله ينصحه بأن يدير ظهره لصبى يتيم وضعيف، وفى النهاية تجاهل الرسام نصيحة الكاهن وبادر إلى تبنى الصبى بعد ذلك بوقت قصير، وفى الأشهر التالية بيعت نسخ كثيرة من البورتريه على نطاق واسع وكبير فى طول وعرض أوروبا وأصبح الرسام ثريا جدا.
ويقال أن الرسام والصبى عاشا حياة مريحة بفضل نجاح اللوحة. واستمر كل شيء على ما يرام إلى أن عاد الرسام إلى بيته ذات يوم ليفاجأ بأن بيته ومحترفه احترقا عن آخرهما وسويا بالأرض.
ونتيجة لذلك تدمرت حياة الفنان ثم لم تلبث أصابع الاتهام أن وجهت إلى الصبى بونيللو الذى اتهمه الرسام بإشعال حريق متعمد فى بيته، غير أن الصبى هرب من البيت ولم يره أحد بعد ذلك أبدا.
هذه مجرد قصة لكنها عملت على شهرة اللوحة.