تمر اليوم ذكرى رحيل، ثالث حكام مصر فى العصر الحديث، بداية من حكم أسرة محمد على باشا، هو عباس حلمى الأول، الوالى الذى تولى الحكم خلفًا لعمه إبراهيم نجل محمد على فى فى 24 نوفمبر سنة 1848، بناء على نظام الحكم المتبع حينها داخل الأسرة العلوية بأن يتولى الأبن الأرشد من بين أبناء وأحفاد الوالى، إذ اغتيل فى مثل هذا اليوم 13 يوليو عام 1854م.
س/ من عباس حلمى الأول؟
ج: هو ابن محمد على ولد سنة 1822، وهو عم سلفه الخديوى عباس حلمى الأول إلا أنه أصغر منه سنًا، واختار له والده السلك البحرى فدربه على فنون البحرية، ولما أتم دراسته انتظم فى خدمة الأسطول (قومندانا) ووصل فى أواخر عهد أبيه إلى منصب القائد العام للأسطول.
س/ كيف قتل الوالى عباس حلمى الأول؟
ج:هناك روايتين حول مقتل ثالث حكام الأسرة العلوية لمصر، الأولى حول مؤامرة المماليك ضده، والثانية حول مؤامرة كانت تحاك ضده من عمته نازلى هانم، إلا أن أغلب المراجع التاريخية تشير بأصابع الاتهام إلى أن عملية قتل الوالى العلوى السابق وحفيد محمد على باشا، وقف وراءها مماليكه بعدما أساء معاملة بعضهم فتآمروا عليه وأتفقوا على قتله.
س/ ما واقعة اتهام المماليك فى مقتل عباس حلمى الأول؟
ج: بحسب إسماعيل باشا سرهنك فى كتابه "حقائق الأخبار عن دول البحار الجزء2" وتقول: إن عباس كانت له حاشية من المماليك يقربهم إليه ويصطفيهم، ويتخذ منهم خواص خدمه، ولهم عنده من المنزلة ما جعله يغدق عليهم الرتب العسكرية العالية، على غير كفاءة يستحقونها، وكان لهم كبير من غلمانه، يسمى خليل درويش بك، وقد أساء معاملة أولئك المماليك، فاستطاعوا عليه بالغمز واللمز، وخاصة لأنه صغير السن، فسخط عليهم وسكاهم إلى مولاه، فأمر بجلدهم، فجلدوا وجردوا من ثيابهم العسكرية، وألبسهم الخشن، وأرسلهم إلى الإسطبلات لخدمة الخيل، لكن مصطفى باشا أمين خزانة الوالى، أشفق عليهم، فطلب العفو عنهم، فاستجاب عباس وعفا عنهم، وردهم إلى مناصبهم، فجاءوا إلى بنها ليرفعوا واجب الشكر للوالى، ولكنهم أضمروا الفتك به انتقاما لما أوقع بهم، فائتمروا عليه مع غلامين من خدمة السراوى يدعى أحدهما عمر وصفى، والآخر شاكر حسين، واتفق الجميع على قتله، حيث كان من عادة عباس عند نومه أن يقوم على حراسته غلامان من مماليكه، وفى هذه الليلة كان الغلامان المذكوران يتوليان حراسته، فجاء المؤتمرون وهو نائم، قتلوا ثم أوعزوا إلى الغلامين بالهرب فهربا.
س/ ما تفاصيل المؤامرة المزعومة من نازلى هانم ضد والى مصر؟
ج: وفقا لمدام أولمب إدوار فى كتابها "كشف الستار عن أسرار مصر" وخلاصتها: إن الأميرة نازلى هانم عمه عباس كانت فى الأستانة وأرسلت مملوكين من أتباعها لقتله، واتفقت وإياهما على أن يعرضا أنفسهما فى سوق الرقيق بالقاهرة كى يشتريهما عباس ويدخلهما فى خدمته، وكان المملوكان على جانب كبير من الجمال، مما يرغب وكيل الوالى فى شرائهما، فقد كانت الأوامر أن يختار الوكيل أشد الغلمان جمالا.. فجاء الغلمان إلى القاهرة ونزلا سوق الرقيق ورآهما مندوب الوالى، فرقه جمالهما، فاشتراهما وأدخلهما سراى مولاه ببنها، فأعجب عباس بهما، وعهد إليهما بحراسته ليلا، فما أن استغرق فى النوم، حتى انقضا عليه وقتلاه، وهربا إلى القاهرة ثم منها إلى الأستانة، حيث تنتظرهم مكافأة سخية من نازلى هانم على تنفيذ المؤامرة.
س/ هل حاول سعيد باشا اغتيال الوالى عباس حلمى الأول طمعا فى الحكم؟
ج: وفقًا لما جاء فى موقع الموسوعات التاريخية "مقاتل" أن الوالى عباس حلمى الأول عاش فى صراع دائم مع عائلته، ومع الدولة العثمانية، والنفوذ الأجنبى، وسعى إلى تولية ابنه إبراهيم إلهامى من بعده فى الحكم بدلا من عمه سعيد باشا، وكان ذلك سببا فى موته قتيلا فى 13 يوليو 1854، بقصره ببنها ودفن فى مدفن العائلة الخديوية فى القاهرة، إلا أن روايات أخرى تشير إلى أنه مات بالصرع الذى لازمه فى أيامه الأخيرة، بحسب وصف الموقع.