الكتب المقدسة عند أصحاب الأديان الإبراهيمية، هى الكتب الأكثر قداسة، ويعتقد المؤمنون أنها كلام الله المرسل مثلما القرآن الذى أوحى به الله إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وقد حظيت هذه الكتب منذ نشأتها بأكبر عدد من الترجمات فى العالم، فقد تُرجمت بأكملها إلى مئات اللغات، المنتشرة حول العالم قديما وحديثا.
وموخرا أثارت ترجمة جديدة للعهد الجديد من الكتاب المقدس "الإنجيل"، تحت عنوان "المعنى الصحيح لإنجيل المسيح" نسبت للقس إكرام لمعى، جدلا فى الكنائس المصرية، بعدما نفى الأخير صلته بهذه الترجمة، ومع إعلان المؤسسات الكنسية أن الترجمة بعيدة عن العقيدة المسيحية، ولا نقبل بوجودها ونحذر من تداولها، كذلك نفت دار الكتاب المقدس المسئولة عن طباعة الأناجيل فى مصر، علاقتها بالترجمة الأخيرة.
وبعيدا عن الخلافات التى أظهرتها بعض الترجمات، متى ظهرت أولى الترجمات للكتب السماوية الثلاث، وبأى اللغات المترجمة ظهرت أولا:
التوراة
بحسب إحدى المصادر العبرية، كانت أول ترجمة للكتاب المقدس "الترجمة السبعينية" في بداية القرن الثالث ق.م.، وهي ترجمة إلى اليونانية قام بها 72 عالماً يهودياً في 72 يوماً، والتي أنجزها لاهوتيون يهود في الإسكندرية خلال القرن الثاني قبل الميلاد باللغة اليونانية النسخة الأكثر انتشارًا منه.
ويختلف الكتاب المقدس اليهودى "العهد القديم" عن الكتاب المقدس المسيحى، الذى يضم العهدين القديم "التوراة" والجديد "الانجيل"، كما أن هناك اختلافاً طفيفاً في ترتيب تقديم الانبياء، وتم تحديد العلامات الصوتية المميزة (لتبيين النطق والإنشاد) في القرن العاشر.
الإنجيل
بحسب موقع " الأنبا تكلا هيمانوت" أحد أشهر المراجع الدينية المسيحية على الإنترنت، فإن العهد القديم كُتِب باللغة العبرية وأجزاء قليلة باللغة الآرامية، كما وُجدت بعض المفردات الآرامية في أسفار أستير، ونشيد الأنشاد، وحزقيال، ويونان، واللغة العبرية هي اللغة الأصلية لليهود.
بينما يوضح الموقع، أن أما العهد الجديد (الإنجيل) كتب باليونانية التي كانت أوسع انتشارًا، عدا إنجيل متى الذي كتِب باليونانية والآرامية، ولأن العهد القديم كان قد تُرجم فى الإسكندرية من العبرية إلى اليونانية في القرن الثالث قبل الميلاد، فلذلك تسلمت الكنيسة الأولى العهد القديم وجمعت عليه العهد الجديد وبذلك صارت اللغة السائدة للعهدين هي اليونانية.
أما أقدم ترجمة عربية للإنجيل يعرفها التاريخ هي التى وضعها أسقف إشبيلية في أسبانيا في 24 م.
القرآن الكريم
كانت أول ترجمة لمعانى القرآن الكريم باللغة الإنجليزية هى التى قام بها ألكسندر روس (Alexander Ross ) التى نقلها عن ترجمة راير الفرنسية ثم ترجمة الدكتور سيل (Sale ) وهذا الأخير نقلها عن العربية مباشرة سنة 1734 م، وقد طبعت هذه الترجمة عدة مرات مع مقدمة مسهبة تحت عنوان "مقالة فى الإسلام"، ووضع المترجم على هامش ترجمته بعض التفاسير عن البيضاوى وكذلك ترجم معانى القرآن الكريم إلى الإنجليزية القسيس رودويل ( Rodwell ) وهو إنجليزى وجعل ترجمته وفقا لترتيب نزول الآيات تاريخيا، وقد طبعت هذه الترجمة على الحجر على هامش القرآن الكريم سنة 1833م.