منذ الغزو العثمانى لمصر، فى سنة 1517م، وسقوط السلطان المملوكى طومان باى، وإعدامه على باب زويلة من قبل السلطان الغازى سليم الأول، وتتعدد جرائم آل عثمان ضد المصريين، من قتل وتخريب وتدمير، حتى أصبحت الدماء فى كل مكان وجثث القتلى تملأ الشوارع.
ويصف المؤرخ المصرى ابن إياس ما وقع للمحروسة بعد سقوط القاهرة: "أن ابن عثمان انتهك حرمة مصر وما خرج منها حتى غنم أموالهم وقتل أبطالها ويتم أطفالها وأسر رجالها وبدد أحوالها"، ويقص ابن إياس فى الجزء الخامس من كتابه الذى يشبه اليوميات، أن سليم خان، الإمبراطور التركى، الذى اقتحم القاهرة، كان رجلا سيئ الخلق سفاكا للدماء شديد الغضب، وروى عنه أنه قال: "إذا دخلت مصر أحرق بيوتها قاطبة وألعب فى أهلها بالسيف".
ومن القصص المروعة التى يحكيها المؤرخ المصرى عن جرائم سليم الأول فى مصر: "صار العثمانية يكبسون (يداهمون) الترب (المقابر) ويقبضون على المماليك منها، وكل تربة وجد فيها مملوك حزوا رأسه ورأس من في التربة من الحجازيين وغيرهم، ويعلقون رؤوسهم في الوطاق (الخيمة)، فضرب في يوم واحد ثلاثمائة وعشرين رأساً من سكان الصحراء، قيل كان فيهم جماعة من الينابعة وهم أشراف، فراحوا ظلماً لا ذنب لهم، وصاروا يكبسون الحارات ويقبضون المماليك من استطبلاتهم ويقبضونهم باليد ويتوجهون بهم إلى الوطاق بالريدانية فيضربون أعناقهم هناك، فلما كثرت رؤوس القتلى هناك نصبوا صواري وعليها حبال وعلقوا عليها رؤوس من قُتل من المماليك وغيرهم، حتى قيل قتل في هذه الوقعة بالريدانية فوق أربعة آلاف إنسان، ما بين مماليك وعربان، وصارت الجثث مرمية من سبيل (وقف خيري) علان إلى تربة الأشراف قايتباي، فجافت منهم الأرض، وصار لا تعرف جثة الأمير من جثة المملوك وهم أبدان بلا رؤوس".