من المعروف أن الأوبئة تؤثر على العالم من كل النواحى سواء فيما يتعلق بالصحة أو بالاقتصاد أو بالسياسة، ولكن نجد له وجها آخر يعد جيد إلى حد ما وهو وجود الوباء يساعد على تحسين حياة الناس إلى الأفضل من خلال الابتكار فى أنظمة الرعاية الصحية، وأيضا ساعد الفقراء على العيش حياة أفضل.
فأما الذين نجوا، فأدى الموت الأسود الذى دمر أوروبا فى القرن الرابع عشر إلى تغيير جذرى فى مساحات كبيرة من المجتمع، حيث تسبب الطاعون فى نقص العمالة التى مكنت العمال الباقيين فى المطالبة بزيادة فى أجورهم وسحبت فى نهاية المطاف التقليد القمعى للعبودية.
ويقول ديفيد روت، أستاذ التاريخ بجامعة ريتشموند: "كان العمال الزراعيون قادرين على المطالبة بدفع أفضل وشروط أفضل من أسيادهم، وهذا ساعد على رفع مستوى معيشة العمال من خلال المطبالة بمزيد من أجورتهم وأن تتضاعف.
أما عن الطاعون الأسود فيوضح "روت": "فى المناطق الحضرية، وجه الطاعون أشد الضربات، أصبحت السلطات أكثر وعيًا بأهمية الصرف الصحى العام فى الحد من الأوبئة، وتم تنفيذ الحجر الصحى على المواطنين المصابين فى بعض المدن، وهى ممارسات كانت مقدمة للمفاهيم الحديثة للصحة العامة".