نشاهد اليوم لوحة "مقهى فى باريس" للفنان الكبير راغب عياد، والتى أبداعها فى عام 1933، وفيها استطاع أن يقترب من الروح الأسوانية المعروفة بطيبتها وجمالها.فى اللوحة مثل أي مقهى شعبي فى مصر، يجلس الناس وشعور عام بالتفكير والانشغال يسيطر عليهم أكثر من شعور بالمتعة أو حتى تقضية الوقت فى التسلية، يجلسون فى ثنائيات يتحدثون فيما بينهم عن همومهم ومشاكلهم وما ألم بهم.
ولد راغب عياد سنة 1892 في حي الفجالة بالقاهرة، تلقى تعليمه في المرحلة الابتدائية في مدرسة الفرير قبل أن يلتحق بمدرسة الفنون الجميلة في القاهرة، في السنة التي أنشأها الأمير يوسف كمال، سنة 1908. كان من أوائل الطلاب في هذا المعهد مع كل من محمود مختار (1891 ـ 1934)، ويوسف كامل (1891 ـ 1971)، وأنطوان حجار (1896 ـ 1962)، ومحمد حسن (1892 ـ 1961)، بعد تخرجه في العام 1911، عمل عياد مدرّساً للرسم في مدرسة الأقباط الكبرى الثانوية في القاهرة وقام بعدة رحلات إلى فرنسا وإيطاليا، بين عامي 1921 و1922، أجرى عياد اتفاق تبادل مع صديقه الرسام يوسف كامل؛ حيث اتفقا أن يعمل كل منهما كمدرّس لمدة سنة لكي يموّل الآخر المقيم في إيطاليا، في 1925، تلقى كل منهما، عياد وكامل، منحة للدراسة في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة في روما، مع زميلهما محمد حسن، خلال تلك الفترة، سافر عياد إلى بعض أنحاء إيطاليا وزار مدن فلورنسا وسيينا والبندقية حيث التحق بالبينالي الخامس عشر سنة 1926. بعد حصوله على شهادته من قسم الديكور في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة في روما سنة 1928، عاد إلى مصر في السنة التالية، كانت له العديد من الأعمال الفنية المهمة، ورحل فى عام 1982.