كان سيدنا عثمان بن عفان، رضى الله عنه، رجلا صالحا، وهذا قول لا خلاف عليه، وكان كريما يحبه النبى عليه الصلاة والسلام، حتى أنه تزوج اثنتين من بنات النبي، ويبدو من سيرته أنه كان طيب القلب، لكن كل ذلك لم يشفع له عند الذين اعتدوا عليه واغتالوه فى سنة 35 هجرية، صانعين فتنة كبرى، دخلت بالعالم الإسلامى إلى نفق مظلم.
كان سيدنا عثمان معروفا بـ كثرة مناقبه وفضائله، ويقول كتاب "سيرة ومناقب عثمان بن عفان" لـ محمد حامد محمد:
عثمان بن عفان هو أول من رزق المؤذنين، وأول من ارتج عليه فى الخطبة، وأول من قدم الخطبة فى العيد على الصلاة، وأول من فوض إلى الناس إخراج ذكاتهم ، وأول من ولى الخلافة فى حياة أمه، وأول من اتخذ صاحب شرطة، وأول من هاجر بأهله من هذه الأمة، وأول من جمع الناس على حرف واحد فى القراءة، وأول من أقطع القطائع، وأول من حمى الحمى لنعم الصدقة.
وهذا بالإضافة إلى أفضال سيدنا عثمان، رضى الله عنه، وكرمه وإنفاقه من أجل الدعوة ورجالها ومن أجل نشر كلمة الله، ولك ذلك لم يشفع للخليفة الثالث، فهب عليه البعض وقتلوه، بما يفيد بأن الحياة فى زمن سيدنا عثمان قد اختلفت كثيرا عما كان قبلها، فقد دخلت أمصار كثيرة فى دائرة الحكم الإسلامى، وكان بعضها محتفظا بثقافته، ومنها الخروج المتواصل على الحكام واستخدام العنف فى حال لم يعجبهم الأمر.