تمر هذه الأيام الذكرى الـ1364، على رحيل الخليفة عثمان بن عفان، ثالث الخلفاء الراشدين والذى رحل فى يوم الجمعة الموافق 18 من شهر ذى الحجة سنة 35 هـ، عن عمر ناهز 82 عاما، إلا أن هناك اختلافا فيما يخص تاريخ وفاته بالتقويم الميلادى فهناك احتمالين بأنه قتل فى 17 يونيو عام 656م، أو فى 17 يوليو من العام نفسه.
وظهرت فى عهد خلافة عثمان التى استمرت لمدة اثنتى عشرة سنة، أحداث الفتنة التى أدت إلى اغتياله ومن بعده اغتيال الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه، بسبب مطالبة قطاع من المسلمين على رأسهم معاوية بن أبى سفيان بدماء من قتل عثمان، والاتهامات التى وجهت لعلى بالتقاعس عن ذلك، فما موقف الإمام على من مقتل عثمان وأين كان والديه الحسن والحسين أحفاد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم؟
وفى كتاب "ذو النورين" للكاتب الكبير عباس محمود العقاد، رصد لبدايات الفتنة الكبرى يقول: "خرج أهل مصر فى سبعمائة رجل فنزلوا المسجد وشكوا إلى الصحابة فى مواقيت الصلاة ما صنع ابن أبى سرح بهم، فقام طلحة بن عبيد الله فكلم عثمان بكلام شديد وأرسلت السيدة عائشة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم تقول: تقدم إليك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وسألوك عزل هذا الرجل فأبيت فهذا قد قتل منهم رجلا فأنصفهم من عاملك ودخل عليه على بن أبى طالب فقال إنما يسألونك رجلا مكان رجل وقد ادعوا قبله دما فأعزله عنهم واقض بينهم فإن وجب عليه حق فأنصفهم"، فوافق عثمان، لكن أثناء عودتهم وجدوا غلاما وعندما قاموا باستجوابه وجدوا معه رسالة من عثمان إلى ابن أبى السرح يقول فيها، "إذا أتاك محمد وفلان وفلان فاحتل فى قتلهم وأبطل كتابه وقر على عملك حتى يأتيك رائى واحبس من يجىء إلى يتظلم منك ليأتيك رائى فى ذلك إن شاء الله".
فحاصر الناس عثمان ومنعوا الماء عنه، لكن الإمام على بن أبى طالب بعث إليه الماء، وأكد الإمام على أصحابه بأن المطلوب هو مروان وليس عثمان، وبعث بنجليه الحسن والحسين ليحميا أمير المؤمنين من بطش الرجال، وبعث طلحة أيضا بابنه وأخذ أصحاب النبى الكريم يبعثون إلى عثمان لحمايته، فلما رأى الناس ذلك الجمع رموا باب عثمان بالسهام حتى أصيب الحسن بن على وأصيب مروان بن الحكم، وخاف الناس أن جاء بنو هاشم فوجدوا الحسن فى دمائه فتثير فتنة، وخرج رجل من الأنصار يقول أن يدخلوا على عثمان فيقتلوه، ودخل الناس ومنهم أهل مصر وقتلوا أمير المؤمنين.