تمر اليوم ذكرى ميلاد الزعيم الأفريقى الكبير نيلسون مانديلا، وذلك فى 18 يوليو من عام 1918، والذى يعد أشهر سجين سياسى فى العالم، حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1993، وأطلق عليه عند ولادته اسم روليهلالا مانديلا، ويعنى فى اللغة العربية سحب فرع من الشجرة، أو (المشاكس) حسب اللغة العامية فى منطقته.
كان والده مستشارًا لزعماء القبائل فى المنطقة، لذا كان من المتوقع أن يصبح زعيمًا، ولكن خلافًا نشب بينه وبين الحاكم المحلى التابع للاستعمار أدى إلى تجريده من لقبه وثروته كلها. وهكذا انتقل الأب مع عائلته إلى قرية صغيرة تقع شمالًا بالقرب من وادٍ عشبى ضيق، حيث لا توجد أى طرق سوى ممرات قليلة يمكن السير عليها.
أقامت العائلة ضمن أكواخ صغيرة، واعتمدت فى معيشتها على المحاصيل المحلية، أما مانديلا فشارك أقرانه فى ألعابهم المختلفة. وقد اقترح أحد الأصدقاء على والده أن يقوم بتعميده، وهذا ما حصل فعلًا فى الكنيسة الميثودية. وهكذا، أصبح مانديلا أول شخص فى عائلته يذهب إلى المدرسة، وهناك طلب منه المعلم وفقًا للعرف السائد-أو بالأحرى التحيز الحاصل آنذاك ضمن النظام التعليمى البريطانى فى جنوب إفريقيا- أن يغير اسمه ليصبح فيما بعد نيلسون مانديلا.
توفى والد مانديلا عندما كان عمره 9 سنوات، مما أدى إلى حدوث تغيير كبير فى حياته، فقد تولى رعايته أحد أفراد الأسرة الحاكمة لقبيلة ثيمبو، فسافر إلى مقر الحاكم وتكيف سريعًا مع البيئة الجديدة، ولكنه طبعًا لم ينسَ قريته الحبيبة كونو.
عكف مانديلا خلال تلك الفترة على دراسة الجغرافية واللغة الإنجليزية والتاريخ، واهتم خصوصًا بالتاريخ الإفريقي، ولاسيما حين سنحت له الفرصة للاستماع إلى زعماء القبائل المختلفة عندما كانوا يَفِدون إلى القصر الكبير فى المناسبات الرسمية.
عين مانديلا مستشارًا للعائلة الحاكمة، وتلقى تعليمه الثانوى فى مدرسة كلاركيبورى الداخلية.
هكذا كانت طفولة أشهر أبناء أفريقيا فى القرن العشرين.