تعد رواية "آنا كارنينا" واحدة من أيقونات الأدب الروسى، والتى من خلالها استطاع الأديب الروسى الشهير ليو تولستوى تجسيد تحولات المجتمع الروسى الحديثة، وإن كان الحدث الرئيس هى قصة حب آنا وفرونسكى، وقد اعتبرت الرواية من أفضل روايات العصر، وأحد أفضل 100 عمل أدبى على مر العصور.
ترجمت الرواية إلى معظم لغات العالم، وأعيد طبعها مئات المرات، وقد تباينت آراء النقاد فى هذه الرواية، فوضعت فيها دراسات كثيرة راوحت بين الإعجاب التام والرفض النسبى، آنا كارنينا نموذج من الأدب العالمى محوره تحليل النزعات الإنسانية، أعدت ترجمتها ليستمتع بقراءتها القارئ العادى ويفيد منها الطالب فى آن، لأنها اختيرت لتدرس فى السنة الأولى الثانوية وفق المناهج التربوية الجديدة الصادرة فى لبنان سنة 1997.
يبدأ تولستوى روايته من منزل شقيق آنا، الملىء بالفوضى والمشاكل الأسرية، مع وصول آنا زوجة الرجل المؤمن، صاحب المكانة المرموقة فى المجتمع، والمتمسك بالعادات والتقاليد المجتمعية الأسرية والاجتماعية، وبقدر إيمانه بقدر ما تبدو آنا مختلفة عن زوجها، وبالتوازى مع قصة الحب، يبرز الصراع ما بين المجتمع الحديث والأصالة، عبر قصة ليفين، الباحث عن فهم طبيعة الحياة والأرض وهو من سيتحول إلى رجل عامل لا مجرد إقطاعى.
تحمل الرواية كمًا كبيرًا من الدراما والتفاصيل والعلاقات الشائكة، وبقدر ما تبين القوة التى يمنحها الحب للإنسان، تبين أيضًا الضعف الذى يصيبه عندما يعصف العشق بحياته، وتعرض نماذج لطريقة تعامل الإنسان مع ألم الفراق وكيف من الممكن أن يستفيد منها، وتصور بنفس الدرجة حالة العدمية عند شقيق ليفين، وخوف زوج آنا من فقدانه لمكاسبه المادية والمجتمعية بسبب خيانة زوجته، مع طرح الرواية لسؤال مهم فى علم النفس البشرية، هل على الإنسان أن يكون فاضلًا لهذه الدرجة؟ أو شريرًا لهذه الدرجة؟.
