تمر غدا الذكرى الـ221 على اكتشاف حجر رشيد فى قلعة جوليان "قايتباي" برشيد،على يد بيير فرنسوا خافيير بوشار أحد الضباط المهندسين الفرنسيين، فى 19 يوليو عام 1799، ومن خلال فك رموزه تم معرفة اللغة المصرية القديمة، وكشف أسرار الحضارة المصرية.
وحجر رشيد، الموجود حاليا فى المتحف البريطاني، عبارة عن حجر بازلتى أسود كبير طوله 115 سم، وعرضه 72 سم، وسمكه 11 سم، يحتوى على لغتين مكتوبة بثلاثة خطوط، واللغتان هما اللغة المصرية القديمة واللغة الإغريقية.
والخطوط الثلاثة هى الهيروغليفى والديموطيقى وهما يتبعان اللغة المصرية القديمة، ويتبع الخط الثالث الإغريقى للغة الإغريقية، وتبقى من النص المكتوب بالخطوط الثلاثة 14 سطرا من الخط الهيروغليفي، و32 سطرا من الخط الديموطيقى تلف منها أول 14 سطرا، ويلى ذلك 54 سطرا من الإغريقية، ولكن آخر 26 سطرا تعرضت للتلف.
ويدور النص الموجود بحجر رشيد عن قرار أصدره الكهنة فى الثالث والعشرين من مارس عام 196 ق م، على شرف الملك بطلميوس الخامس الذى كان فى عمر الثالثة عشرة وقتها.
وكانت هناك محاولات عديدة لفك رموز هذا الحجر، بدأت منذ عام 1802 على يد المستشرق الفرنسى سلفستر دى ساسي، حيث استطاع التوصل إلى أماكن أسماء الأعلام فى النص الديموطيقى بعد مقارنتها بالنص الإغريقي، حتى عام 1805 عندما بدأ العالم الفرنسى شامبليون دراسة الحجر، واستمرت محاولاته 17 عاما حتى أعلن نجاحه فى فك رموز حجر رشيد فى 27 سبتمبر 1822.
وتبدأ قصة خروج حجر رشيد من مصر للندن، مع مغادرة نابليون بونابرت من مصر وأصبحت قوات الحملة الفرنسية تحت ضربات العثمانيين والإنجليز وفى مارس 1801 نزلت القوات الإنجليزية فى خليج أبى قير فأخذ الجنرال مينو قواته إلى شمال مصر وأخذ معه كل الآثار التى حصل عليها علماء الحملة الفرنسية ولكنه هزم فى معركة أبى قير البحرية وتقهقرت القوات الفرنسية إلى الإسكندرية حاملين معهم الآثار المصرية.
وعقب ذلك تم نقل حجر رشيد إلى الإسكندرية ووضع فى مخزن باعتباره من ممتلكات القائد الفرنسى مينو وحوصرت القوات الفرنسية فى الإسكندرية وأعلن مينو الهزيمة فى 30 أغسطس 1801 وتم توقيع معاهدة الاستسلام وبموجب المادة 16 من الاتفاقية تم تسليم الآثار التى فى حوزة الفرنسيين للجانب البريطانى ومن ضمن الآثار حجر رشيد.
وفى عام 1802 قام معهد الآثار بلندن بعمل 4 نسخ جصية من نصوص حجر رشيد وأعطيت إلى جامعات أكسفورد وكامبردج وادينبورج وترينتى كولج فى دبلن ثم تم عمل طبعات من الحجر ووزعت على الباحثين فى أوروبا ونقش باللون الأبيض على الحافة اليمنى واليسرى إشارة إلى أن الحجر تم الاستيلاء عليه بواسطة الجيش البريطانى عام 1801 وأهدى بواسطة الملك جورج الثالث .
ويعرض حجر رشيد فى المتحف البريطانى منذ يونيو عام 1802، وفى نهاية الحرب العالمية خشيت إدارة المتحف على القطع الأثرية ومن ضمنها حجر رشيد وظلت هذه الآثار فى قاعة أسفل محطة قطارات تبعد 16 مترا عن سطح الأرض فى ماونت بلزانت فى هلبورن، ولم يخرج حجر رشيد بعد ذلك إلا مرة واحدة ولمدة شهر فى أكتوبر عام 1972 لمتحف اللوفر بباريس بمناسبة مرور 150 عاما على فك رموز حجر رشيد.