أثارت دراسة حديثة الجدل حول هوية المستعمر الأول لمصر القديمة، حيث زعمت أن الهكسوس ولدوا فى مصر من جدود مهاجرين واستقروا بها لسنوات طويلة، وقاموا بانتفاضة استولوا خلالها على السلطة، وأن الهكسوس قاموا ببناء مدينة فى الدلتا، وظلوا ينجبون حتى كثر عددهم، وأثناء فترة ضعف الفراعنة، قرروا الاستيلاء على السلطة ويعلنون دولتهم.
والهكسوس، تاريخيا، هم المستعمر والعدو الأول الذى واجهه المصريون القدماء، حيث خاض الفراعنة ضد هؤلاء الغزاة حروبا كثيرة، أما تاريخ طردهم من أرض الكنانة فهو من المتفق عليه الآن ووقع فى عام 1580 ق.م على يد الفرعون أحمس الأول.
الأديب العالمى نجيب محفوظ، تحدث فى روايته "كفاح طيبة" الصادرة عام 1944، وصور كفاح شعب مصر في سبيل استرداد حريته وطرد الغزاة الهكسوس من بلادهم.
وتعددت صفات الهكسوس في نظر نجيب محفوظ، وهي تتركز في الاندفاع والتهور والخسة والخداع وعدم احترام الكلمة والإخلال بالشرف والانهيار الخلقي في كل صوره.
ويحاول صاحب نوبل فى الآداب عام 1988، تصور ما قام به الهمج الهكسوس من استخدام أجساد النساء والأطفال ليحتموا بها من نبال المصريين وقذائفهم وكانت من أقسى اللحظات على المصريين جميعا التى تعلقت أكبادهم بسور طيبة العظيمة ولكن، خلاص الوطن أثمن من تلك الأرواح المعلقة التى تتمنى خلاصها، فأشار القائد "بانا" على أحمس بضرورة الهجوم حتى لو كبدهم ذلك أرواح بعض المصريين فاقتنع أحمس رغم الألم الذى سيتعرض له هؤلاء النسوة والأطفال فى سبيل تحرير طيبة.
كذلك رواية "أرض الإله" للروائى أحمد مراد، تحدث فيها أن الخروج الكبير لليهود من مصر، وحقيقة قتلهم على يد الفراعنة الذين لم يكونوا مصريين يوما، بل كانوا من الهكسوس الغزاة، وهو ما يكذب الدعاية اليهودية الضاربة في التاريخ بأن الفراعنة المصريين هم من استحلوا بني إسرائيل وأعراضهم وقتلوا أطفالهم ورجالهم.
وتطرق "مراد" فى روايته "أحمس" الذي حارب الهكسوس وطردهم من مصر أخيرا بعد القضاء على فرعون، ويعرف الروائى الشاب الغزاة العكسوس بأنهم غزاة الشرق المعروفين بالهكسوس.