واحدة من الروايات التى تناولت حال تغير الطبقات الاقتصادية بعد الثورة الصناعية فى أوروبا وماهية الموت، كانت رواية "موت إيفان إيليتش" للأديب الروسى الشهير ليو تولستوى، والصادرة عام 1886، وتعد من أيقونات الأدب العالمى، واعتبرت ضمن أفضل 100 عمل أدبى على مر العصور.
صدرت سنة 1886، وقد كتب تولستوى هذه الرواية القصيرة بين 1881 و1885، بعنوان مغاير "موت قاض".
تتناول الرواية تيمة الموت، وينتقد خلالها تولستوى تفاهة حياة الطبقات المتوسطة للمجتمعات التى تلت الثورة الصناعية، تسرد الرواية كيف يحول احتضار بطيئ ومعذب، حياة موظف ناجح اجتماعيا، إلى وعى مؤلم بتفاهة حياته وبزيف علاقاته الأسرية والاجتماعية.
ويتناول تولستوى فى الرواية فكرة الموت والجدوى من الحياة، ويطرح أسئلة من قبيل "ما الموت؟ ما هى الحياة؟ وما الجدوى منها؟ وكيف نعيش حياتنا؟" دون أن يحدد لها إجابة حقًا.
الرواية تروى قصة "إيفان إيليتش" نموذج الموظف المثالى، الجاد فى عمله والطامح إلى الارتقاء فى السلّم الوظيفي، وتدور فى هذه الرواية مناقشة بين "إيفان إيليتش" وطبيبه إثر سقوطه فريسة للخوف، ثم استسلامه للموت إثر مرض مجهول أصابه، وهذه المناقشة الصغيرة تشى باستسلام إيفان إيليتش أو القاضى للموت بعدما كان خائفا منه، لكن هذا الاستسلام مبعثه أولاً الحكمة لديه، حتى غَدا فى كثير من خطبه يقوم بدور الواعظ الديني: «كل شيء مجاف للحقيقة، حتى حياتك نفسها، كذب وخداع، تحجب عنك حقيقة الحياة والموت». تنتهى الرواية بموت القاضى بعد عذاب ثلاثة أيام وصراخ وأنين موجعين، إذ عرى الصورة الزائفة للحياة ولمن حوله.